يقول الله القدير : كيف يعمل الروح القدس داخل الكنيسة الآن؟ هل تدرك ذلك؟ ما أكبر الصعوبات التي يواجهها الإخوة والأخوات؟ ما الذي ينقصهم بشدة؟ حاليًا، هناك بعض الناس السلبيين في وسط التجارب، وبعضهم يشتكون، والبعض لم يعودوا يمضون قُدُمًا لأن الله لم يعد يتكلم. لم يدخل الناس في المسار الصحيح للإيمان بالله. لا يمكنهم أن يعيشوا باستقلالية، ولا يمكنهم الحفاظ على حياتهم الروحية. هناك بعض الناس الذين يمضون قدمًا، ويسعون بحيوية، ويرغبون في الممارسة عندما يتكلم الله، لكن عندما لا يتكلم الله، لا يمضون قدمًا.
يأتي عمل الله الحالي على الناس ببعض التنقية، وأولئك الذين بإمكانهم الصمود داخل هذه التنقية هم وحدهم مَنْ سيحصلون على تأييد الله. لا يهم مدى حجبه لذاته، أو عدم تكلمه أو عمله، فبإمكانك أن تظل تسعى بحيوية، حتى لو قال الله إنه سيرفضك، يجب عليك أن تظل تتبعه. هذا هو تقديم الشهادة لله. إن حجب الله نفسه عنك وتوقفت عن تبعيته، فهل هذا هو تقديم شهادة لله؟ إن كان الناس لا يدخلون فعليًّا، وليس لديهم قامة فعلية، وحين يواجهون تجربة كبيرة يتعثرون. لا يتكلم الله الآن، أو ما يفعله لا يتناسب مع مفاهيمك، فأنت لست بخير. إن كان الله يتصرف الآن وفقًا لمفاهيمك الخاصة، وإن كان يحقق مشيئتك، وإن كنت قادرًا على الصمود والسعي بحيوية، فما الذي تحيا عليه حقًا؟ أقول إن هناك العديد من الناس الذين يعيشون معتمدين بالكامل على الفضول البشري! ليس لديهم مطلقًا قلب صادق في السعي. كل مَنْ لا يسعون للدخول في الحق ويتكلون فقط عن فضولهم في الحياة هم أناس مُحتَقرون في خطر! إن الهدف من أنواع عمل الله المتنوعة في مجملها هو تكميل الإنسان. مع ذلك فإن الناس دائمًا فضوليون، ويحبون التساؤل بشأن الهرطقة، ويهتمون بما يجري في الخارج وما يجري في إسرائيل، وإن كان هناك زلزال في مصر، إنهم يبحثون دائمًا عن بعض الأمور الجديدة الغريبة لإشباع شهواتهم الأنانية. إنهم لا يسعون وراء الحياة ولا الكمال، هم فقط يسعون ليوم مجيء الرب على عجل حتى يتحقق حلمهم الجميل وتُشبع رغباتهم الجامحة. هذا النوع من الأشخاص ليسوا عمليين، إنهم أشخاص لهم منظور غير سليم. إن السعي وراء الحقيقة هو أساس إيمان البشرية بالله، فإذا لم يسعَ الناس للدخول في الحياة وإذا لم ينشدوا إرضاء الله، فسيخضعون للعقاب. أولئك الأشخاص الذين سيُعاقبون هم الذين لم يكن لديهم عمل الروح القدس أثناء وقت عمل الله.
كيف يمكن للناس أن يتعاونوا مع الله أثناء هذه المرحلة من عمله؟ إن الله يختبر الناس في الوقت الحالي. هو لا ينطق بكلمة واحدة؛ ويحجب نفسه ولا يتواصل مع الناس بصورة مباشرة. من الخارج، يبدو بدون عمل، ولكن الحقيقة أنه لا يزال يعمل داخل الإنسان، وأي شخص يسعى وراء الدخول في الحياة ولديه رؤية عن سعي حياته ليس لديه شك في هذا، حتى لو لم يفهم عمل الله بصورة كاملة. في وسط التجارب، وحتى عندما لا تعرف ماذا يريد الله أن يفعل والعمل الذي يريد تحقيقه، ينبغي عليك أن تعرف أن مقاصد الله من أجل البشرية صالحة دائمًا. إن كنت تسعى وراءه بقلب صادق، فلن يتركك أبدًا وفي النهاية بالتأكيد سيكمِّلك، ويأتي بالناس للوِجهة المناسبة. بغض النظر عن كيف يختبر الله الناس حاليًا، سيأتي يوم حين يقدم للناس النتيجة المناسبة ويعطيهم جزاءً مناسبًا على ما قاموا به. لن يقود الله الناس إلى نقطة معينة ثم بعد ذلك يتركهم ويتجاهلهم. هذا لأنه إله أمين. في هذه المرحلة، يقوم الروح القدس بعمل التنقية. تنقية كل شخص. في خطوات عمل تجربة الموت وتجربة التوبيخ، كانت التنقية في ذلك الوقت تتم كلها من خلال الكلمات، ولكي يختبر الناسُ عملَ الله، يجب عليهم أولاً أن يفهموا عمله الحالي ويفهموا كيف ينبغي على البشرية أن تتعاون. هذا شيء ينبغي على كل شخص فهمه. لا يهم ماذا يفعل الله، سواء أكان تنقية أم عدم تكلُّم، فكل خطوة من خطوات عمل الله لا تتماشى مع تصورات البشرية. جميعها تنفصل عن تصورات الناس وتخترقها. هذا هو عمله. ولكن عليك أن تؤمن أنه حين يصل عمل الله لمرحلة معينة، بغض النظر عن أي شيء، لن يُميت اللهُ البشريةَ جمعاء. إنه يعطي وعودًا وبركات للبشرية، وكل مَنْ يسعون وراءه سيقدرون على الحصول على بركاته، بينما مَنْ لا يفعلون سيلقيهم الله خارجًا. هذا يعتمد على سعيك. بغض النظر عن أي شيء، يجب أن تؤمن أنه حين يُختتم عمل الله، كل شخص سيكون له وِجهة مناسبة. لقد قدم الله للبشرية تطلعات جميلة، ولكن إن لم تَسْعَ البشرية لها، فلن تنالها. ينبغي أن تكون قادرًا على رؤية هذا الآن؛ إن تنقية الله وتوبيخه هما عمله، ولكن بالنسبة للناس، يجب عليهم أن يسعوا للتغيير في شخصيتهم في كل الأوقات. في خبرتك العملية، يجب أولاً أن تعرف كيف تأكل وتشرب كلمات الله وتجد ما يجب عليك الدخول فيه وعيوبك بداخل كلماته، وتسعى للدخول في خبرتك العملية. خذ الجزء الذي يحتاج إلى الممارسة من كلام الله ومارِسه. إن أكل وشرب كلمات الله هو جانب واحد، ويجب الحفاظ على الحياة الكنسية أيضًا، ويجب أن تكون لك حياة روحية عادية، وأن تكون قادرًا على تسليم كل حالاتك الحالية لله. لا يهم كيف يتغير عمله، ينبغي أن تظل حياتك الروحية عادية. الحياة الروحية بإمكانها أن تحافظ على دخولك السليم. بغض النظر عما يقوم به الله، فستكون قادرًا على الاستمرار في حياتك الروحية بلا تعطيل وتتمم واجبك. هذا ما ينبغي على الناس فعله. هذا كله عمل الروح القدس، ولكن بالنسبة لأولئك الذين لديهم حالة عادية، فإنهم يُكمَّلون. أما أولئك الذين لهم حالة غير عادية، فهي تجربة. في مرحلة عمل تنقية الروح القدس الحالية، يقول بعض الناس إن عمل الله عظيم للغاية وإن الناس في أمس الحاجة للتنقية، وإلا فستكون قامتهم صغيرة للغاية ولن يكون لديهم سبيل للوصول لمشيئة الله. مع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين لهم حالة سيئة، يصبح الأمر سببًا في عدم السعي وراء الله، وسببًا في عدم حضور الاجتماعات أو أكل وشرب كلمة الله. في عمل الله، لا يهم ما يفعله أو ما يتغير، بأقل تقدير يجب على الناس الحفاظ على حياة روحية عادية. ربما لم تكن رخوًا في هذه المرحلة من حياتك الروحية، ولكنك لم تحصل على الكثير بعد؛ ولم تجنِ قدرًا كبيرًا. في ظل هذا النوع من الظروف ينبغي أن تستمر في اتباع القواعد؛ عليك أن تحافظ على هذه القواعد حتى لا تعاني الخسائر في حياتك وحتى ترضي مشيئة الله. لو لم تكن حياتك الروحية طبيعية، فلا يمكنك فهم عمل الله الحالي؛ وتشعر دائمًا أنه لا يتوافق تمامًا مع مفاهيمك، وترغب في اتباعه، لكن ينقصك الدافع الداخلي. لذلك بغض النظر عمما يفعله الله حاليًا، يجب على الناس أن يتعاونوا. إن لم يتعاون الناس فلن يمكن للروح القدس القيام بعمله، وإن لم يكن لديهم قلب متعاون، لما استطاعوا الحصول على عمل الروح القدس. إن كنت تريد أن تحصل على عمل الروح القدس داخلك، وتريد أن تكسب تأييد الله، فعليك بالحفاظ على تقواك الأصلية أمام الله. الآن، ليس من الضروري أن يكون لديك فهم أعمق أو نظرية أعلى أو أمور أخرى، كل ما هو مطلوب منك أن تؤيد كلمة الله على أساسها الأصلي. إن لم يتعاون الناس مع الله ولم يسعوا لدخول أعمق، فسيأخذ الله ما كان لديهم يومًا ما. عادة ما يرغب الناس من الداخل في الراحة ويفضلون التمتع بما هو متاح بالفعل. إنهم يريدون الحصول على وعود الله دون دفع أي ثمن على الإطلاق. هذه أفكار متطرفة لدى البشرية. الحصول على الحياة نفسها دون دفع ثمن، هل هناك شيء أسهل من هذا؟ عندما يؤمن شخص بالله ويسعى للدخول إلى الحياة ويسعى لإحداث تغيير في شخصيته، يجب عليه أن يدفع ثمنًا ويبلغ حالة يتبع فيها عادةً الله بغض النظر عما يفعله. هذا شيء يجب على الناس أن تقوم به. حتى لو أنك تتبع كل هذا كقاعدة، فعليك أن تلتزم بها، ولا يهم مدى فداحة التجارب، ولا يمكنك أن تتخلى عن علاقتك الطبيعية مع الله. عليك أن تكون قادرًا على الصلاة والحفاظ على حياتك الكنسية، والبقاء مع الإخوة والأخوات. عندما يجربك الله، يجب أن تظل ساعيًا وراء الحق. هذا هو الحد الأدنى للحياة الروحية. امتلِك دائمًا قلبًا يسعى ويجوع للتعاون، واستخدم كل ما لديك من طاقة، هل يمكن أن تفعل هذا؟ على هذا الأساس، يصير التمييز والدخول إلى الواقع شيئًا يمكنك تحقيقه. من السهل قبول كلمة الله عندما تكون حالتك طبيعية، ولن تبدو ممارسة الحق أمرًا صعبًا، وستشعر أن عمل الله عظيم. ولكن إن كانت حالتك سيئة، لن يهم مدى عظمة عمل الله أو مدى الجمال الذي يتحدث به شخص ما، لن تهتم. عندما تكون حالة الشخص غير طبيعية، لا يمكن لله أن يعمل فيه، ولا يمكن للشخص تحقيق أي تغيير في شخصيته.
إن لم يكن لدى الناس أي ثقة، فليس من السهل مواصلة السير في هذا الطريق. يمكن لأي شخص أن يرى الآن أن عمل الله لا يتماشى مطلقًا مع مفاهيم الناس، وبغض النظر عن العمل الذي يقوم به أو القدر الذي يتكلم به، فإنه لا يتماشى بالكامل مع المفاهيم الإنسانية، مما يتطلب أن يكون لدى الناس ثقة وعزم ليكونوا قادرين على الثبات بما قد رأوه بالفعل وما اكتسبوه من خبراتهم. بغض النظر عما يفعله الله في الناس، يجب عليهم أن يؤيدوا ما يمتلكونه بأنفسهم، ويكونوا أمناء أمام الله، ومكرسين له حتى النهاية. هذا هو واجب البشرية. هذا ما ينبغي على الناس فعله – عليهم تأييد هذا. إن الإيمان بالله يتطلب طاعته واختبار عمله. لقد قام الله بالكثير من العمل، ويمكن أن يُقال إن العمل هو عمل كل الكمال وكل التنقية من أجل الناس، وما زاد عن ذلك هو عمل كل التوبيخ. لم تكن هناك خطوة واحدة من عمل الله متماشية مع مفاهيم البشرية؛ ما قد تمتع به الناس هو كلام الله القاسي. عندما يأتي الله، ينبغي على الناس التمتع بقدرته وغضبه، ولكن بغض النظر عن مدى قساوة كلامه، فهو يأتي ليخلص البشرية ويكملها. ينبغي على الناس كمخلوقات أن تتمم الواجبات التي ينبغي عليهم تتميمها وأن يقدموا شهادةً لله في وسط التنقية. في كل تجربة يجب عليهم تأييد الشهادة التي يقدمونها، وتقديم شهادة مدوية لله. هذا هو الغالب. لا يهم كيف ينقيك الله، ستظل مليئًا بالثقة ولن تفقد ثقتك بالله. أنت تفعل ما يجب على الإنسان فعله. هذا هو ما يطلب الله من الإنسان فعله، وينبغي على قلب الإنسان أن يكون قادرًا على الرجوع له والتوجه إليه بالكامل في كل لحظة. هذا هو الغالب. أولئك الذين يشير إليهم الله على أنهم الغالبون هم الذين لا يزالون قادرين على التمسك بالشهادة والحفاظ على ثقتهم وتقواهم لله تحت تأثير الشيطان وحصاره، أي عندما يكونون داخل قوى الظلمة. إن كنت لا تزال قادرًا على الحفاظ على قلب طاهر وعلى محبتك الأصيلة لله، فلا يهم عن أي شيء تتمسك بالشهادة لله، هنا يشير إليك الله كغالب. إن كان سعيك ممتازًا عندما يباركك الله، ولكنك ترجع بلا بركاته، فهل هذه طهارة؟ إن كنت متأكدًا أن هذا الطريق صحيح، عليك أن تتبعه حتى النهاية؛ ويجب أن تحافظ على تقواك لله. إذ أنك قد رأيت الله نفسه جاء إلى الأرض ليكملك، وينبغي عليك أن تهبه قلبك بالكامل. لا يهم ماذا يفعل، حتى لو حدد نتيجة غير مرضية بالنسبة لك في النهاية، يمكنك أن تستمر في اتباعه. هذا هو الحفاظ على طهارتك أمام الله. إن تقديم جسد روحي مقدس وعذراء طاهرة لله يعني الحفاظ على قلب أمين أمام الله. بالنسبة للبشرية، الأمانة طهارة، وتعني القدرة على أن تكون أمينًا تجاه الله الحفاظ على الطهارة. هذا ما يجب عليك أن تمارسه. حين يتوجب عليك أن تصلي، صلِّ؛ حين يتوجب عليك أن تجتمع في شركة، افعل هذا؛ حين يتوجب عليك أن ترنم ترانيم، رنِّم ترانيم؛ وحين يتوجب عليك أن تهجر الجسد، اهجر الجسد. حين تؤدي واجبك لا تتكاسل فيه؛ وحين تواجهك التجارب، اصمُد. هذه هي التقوى لله. إن كنت لا تؤيد ما ينبغي على الناس فعله، فإذًا كل معاناتك وقراراتك السابقة عقيمة.
في كل خطوة من عمل الله، هناك طريق ينبغي على الناس أن يتعاونوا فيه. ينقي الله الناس لكي يكون لديهم ثقة وسط التنقيات، ويكمل الله الناس لكي تكون لديهم ثقة كي يُكمَّلوا من الله ويرغبوا في قبول تنقياته وتعامل الله معهم وتهذيبهم. يعمل روح الله داخل الناس ليجلب لهم الاستنارة والإضاءة، وليجعلهم يتعاونون معه ويمارسون. لا يتكلم الله أثناء التنقيات. إنه لا يتكلم بصوته، ولكن لا يزال هناك عمل يجب على الناس القيام به. ينبغي عليك أن تؤيد ما لديك بالفعل، وتظل قادرًا على الصلاة لله، والتقرب إليه، والشهادة أمام الله؛ بهذه الطريقة ستؤدي واجبك. ينبغي عليكم جميعًا أن تروا بوضوح من خلال عمل الله أن تجاربه لثقة الناس ومحبته تتطلب منهم أن يصلوا أكثر لله، ويتذوقوا كلام الله أمامه أكثر. إن جعلك الله مستنيرًا وجعلك تفهم مشيئته ولكنك لا تمارس على الإطلاق، فلن تحصل على أي شيء. عندما تمارس كلام الله، ستظل قادرًا على الصلاة له، وحين تتذوق كلامه ينبغي أن تسعى دائمًا أمامه وتمتلئ بالثقة فيه دون أن تصير فاترًا أو باردًا. أولئك الذين لا يمارسون كلام الله مملوؤون بالطاقة أثناء الاجتماعات، ولكنهم يقعون في الظلمة حين يرجعون إلى المنزل. هناك البعض الذين حتى لا يريدون الاجتماع معًا. لذلك يجب عليك أن ترى بوضوح ما الواجب الذي يجب على الناس القيام به. قد لا تعرف ماهية مشيئة الله في الواقع، ولكن يمكنك أن تؤدي واجبك، ويمكنك أن تصلي حين يتوجب عليك أن تصلي، ويمكنك أن تمارس الحق حين يتوجب عليك ممارسته، ويمكنك أن تفعل ما يتوجب على الناس فعله. عليك أن تؤيد رؤيتك الأصلية. بهذه الطريقة ستكون قادرًا أكثر على قبول خطوة عمل الله التالية. ستكون هناك ثمة مشكلة إن كنت لا تسعى عندما يعمل الله بطريقة خفية. عندما يتكلم ويعظ أثناء الاجتماعات، تنصت بحماسة، ولكن عندما لا يتكلم تفتقر إلى الطاقة وتتراجع. أي نوع من الأشخاص هذا؟ هذا شخص يذهب فقط مع التيار، ومثل هؤلاء الأشخاص ليس لديهم موقف ولا شهادة ولا رؤية! معظم الناس يبدون هكذا. إن واصلت السير في هذا الطريق، فستتعرض ذات يوم لتجربة عظيمة، وستقع في العقاب. أن يكون لديك موقف فإن هذا أمر مهم لتكميل الله للناس. إن كنت لا تشك في خطوة واحدة من خطوات عمل الله، فأنت تتمم واجب الإنسان، وتؤيد بأمانة ما يريدك الله أن تمارسه، أي، أنك تتذكر عظات الله، فبغض النظر عما يفعله الآن، أنت لا تنسَ عظاته، وليس لديك أي شك في عمله، وتحافظ على موقفك، وتؤيد شهادتك، وأنت منتصر في كل خطوة من خطوات الطريق، في النهاية ستُكمَّل لتصير غالبًا من قبل الله. إن كنت قادرًا على الصمود في كل خطوة من تجارب الله، فيمكنك أن تظل صامدًا إلى النهاية، أنت غالب، وأنت شخص يكمله الله. إن كنت لا تستطيع الصمود أثناء تجاربك الحالية، ففي المستقبل سيصير الأمر أكثر صعوبةً. إن كنت تمر فقط بمعاناة غير كبيرة ولا تسعى وراء الحق، فلن تحصل على شيء في النهاية. ستصير فارغ اليدين. هناك بعض الناس يتخلون عن سعيهم عندما يرون أن الله لا يتحدث، ويصير قلبهم مشتتًا. أليس هذا غباءً؟ هذه الأنواع من الناس ليس لديهم واقعية وعندما يتكلم الله، دائمًا ما يركضون هنا وهناك وينشغلون ويتحمسون من الخارج، ولكن الآن عندما لا يتكلم، يتوقفون عن السعي؛ فلا مستقبل لمثل هذا النوع من الأشخاص. أثناء التنقيات، يجب أن تدخل في منظور إيجابي وتتعلم الدروس الواجب عليك تعلمها؛ فعندما تصلي لله وتقرأ كلمته يجب أن تقارن حالتك مع ما تقرأ، وتكتشف نواقصك، وتجد أن لديك الكثير من الدروس لتتعلمها. كلما سعيت في وسط التنقيات بأمانة، وجدت نفسك ناقصًا، وحين تختبر التنقيات ستواجه العديد من الأمور؛ ولن تستطيع رؤيتها بوضوح، وستشتكي، وستكتشف جسدك، فقط من خلال هذا ستكتشف مدى فداحة شخصيتك الفاسدة.
تنقص البشر الإمكانات وهو فاشلون في بلوغ معايير الله، وفي المستقبل سيكونون أكثر احتياجًا للثقة للسير في هذا الطريق. يتطلب عمل الله في الأيام الأخيرة ثقة كبيرة، بل ويتطلب ثقة تفوق ثقة أيوب. بدون ثقة، لن يستطيع الناس الاستمرار في اكتساب خبرة ولن يكونوا قادرين على أن يُكملوا من الله. حين يأتي اليوم الذي تأتي فيه تجارب عظيمة، سيترك بعض الناس هذه الكنيسة، ويترك البعض الآخر تلك الكنيسة. وسيكون هناك البعض ممَنْ يبلون بلاءً حسنًا في سعيهم في الأيام السابقة ولكن ليس من الواضح السبب وراء تراجعهم عن الإيمان. ستحدث العديد من الأشياء ولن تعرف ماذا يجري، ولن يكشف الله عن أي آيات وعجائب، أو يفعل شيئًا خارقًا للطبيعة. هذا لكي يُرى إن كنت تستطيع الصمود أم لا، فالله يستخدم الحقائق لتنقية الناس. أنت لم تعانِ كثيرًا حتى الآن. في المستقبل عندما تأتي تجارب عظيمة، في بعض المواضع سيترك كل شخص الكنيسة، وأولئك الذين استمروا في مسيرتهم بصورة حسنة سيهجرون ويتركون إيمانهم أيضًا. هل سيمكنك الصمود حينها؟ إن التجارب التي واجهتها الآن هي تجارب صغيرة، وربما كنت بالكاد قادرًا على الصمود أمامها. تتضمن هذه الخطوة تنقيات وتكميلاً من خلال الكلمة فقط. في الخطوة التالية، ستأتي إليك الحقائق لتنقيك، وبعدها ستكون محاطًا بالخطر. بمجرد أن يصير الأمر خطيرًا للغاية، سينصحك الله بأن تسرع وترحل، وسيحاول الناس المتدينون تقييدك. هذا لكي يُرى إن كان باستطاعتك الاستمرار في الطريق أم لا. هذه كلها تجارب. إن التجارب الحالية يسيرة، ولكن سيأتي اليوم الذي يكون فيه أبوان في المنزل الواحد لم يعودا يؤمنان وأطفال في المنزل لم يعودوا يؤمنون. هل ستظل قادرًا على الاستمرار؟ كلما مضيت قدمًا ستأتي تجارب أعظم. ينفذ الله عمل تنقية الناس وفقًا لاحتياجاتهم وقامتهم. أثناء مرحلة تكميل الله للبشرية، من غير الممكن أن يستمر عدد الناس في النمو، بل سيتقلص فقط. ومن خلال هذه التنقيات وحدها يمكن للناس أن يُكملوا. سيتم التعامل معك وتلمذتك واختبارك وتوبيخك ولعنك، فهل ستستطيع الصمود أمام كل هذا؟ عندما ترى كنيسة في موقف جيد بصورة خاصة، والأخوات والإخوة جميعهم يسعون بطاقة كبيرة، تشعر بالتشجيع بداخلك. عندما يأتي اليوم الذي يكونون قد رحلوا فيه، بعضهم لن يعود يؤمن، والبعض قد رحل لأداء العمل أو الزواج، والبعض قد اعتنق الدين، فهل ستظل قادرًا على الصمود؟ هل ستستطيع البقاء غير متأثر من الداخل؟ إن تكميل الله للبشرية ليس بالأمر الهين! يستخدم الله العديد من الأمور لتنقية الناس. يرى الناس هذه الأمور كوسائل، ولكن في مقصد الله الأصلي هي ليست وسائل على الإطلاق بل حقائق. في النهاية، عندما يكون الله قد نقى الناس إلى نقطة معينة ولم تعد لديهم أي شكاوى، ستكتمل هذه المرحلة من عمله. إن عمل الروح القدس العظيم هو تكميلك، وعندما لا يقوم بعمله ويحجب نفسه عنك، فهذا بالأحرى بهدف تكميلك، وبهذه الطريقة يمكن على وجه التحديد رؤية ما إذا كان الناس لديهم محبة لله وإن كانت لديهم ثقة حقيقية به أم لا. حين يتكلم الله بوضوح، لا حاجة لك أن تبحث؛ ولكن فقط حين يحجب نفسه تحتاج إلى أن تبحث، وتحتاج إلى أن تتحسس سبيلك. أنت قادر على إتمام واجبك كمخلوق، وبغض النظر عن آخرتك المستقبلية أو وجهتك، فإنك قادر على السعي وراء معرفة الله ومحبته خلال السنوات التي تحياها، وبغض النظر عن كيف يعاملك الله، فأنت قادر على ألا تشتكي. هناك شرط واحد لعمل الروح القدس في الناس. طالما أنهم عطشى ويسعون وليسوا فاترين أو متشككين في أعمال الله، فإنهم قادرون على دعم واجبهم في كل الأوقات، فقط بهذه الطريقة يمكنهم الحصول على عمل الروح القدس. في كل خطوة من خطوات عمل الله، ما يُطلب من البشرية هو ثقة كبيرة وسعي أمام الله، ومن خلال التجربة وحدها يصير الناس قادرين على اكتشاف مدى جمال الله وكيف يعمل الروح القدس في الناس. إن كنت لا تختبر، وإن كنت لا تتحسس سبيلك عبر هذا، وإن كنت لا تسعى، فلن تحصل على أي شيء. يجب أن تتحسس طريقك من خلال خبراتك، ومن خلال خبراتك وحدها يمكنك رؤية أعمال الله والإقرار بعظمته وعدم القدرة على إدراك كنهه.
من "الكلمة يظهر في الجسد"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق