سلطان الله (ب)
سوف نواصل اليوم خدمتنا عن موضوع "الله ذاته، الفريد". عقدنا خدمتين عن هذا الموضوع: الخدمة الأولى بشأن سلطان الله، والخدمة الثانية بشأن شخصيّة الله البارّة. بعد الاستماع إلى هاتين الخدمتين، هل اكتسبتم فهمًا جديدًا لهويّة الله ومكانته وجوهره؟ هل ساعدتكم هذه الأفكار على الحصول على معرفةٍ وقناعة أكثر موضوعيّة عن حقيقة وجود الله؟ أعتزمُ اليوم الإسهاب في موضوع "سلطان الله".
فهم سلطان الله من المنظورين الكُليّ والجزئيّ
سلطان الله فريدٌ. إنه التعبير المُميّز عن هويّة الله ذاته والجوهر الخاص بها. لا يملك أيّ كائن مخلوق أو غير مخلوقٍ مثل هذا التعبير المُميّز ومثل هذا الجوهر الخاص، فالخالق وحده هو من يملك مثل هذا السلطان. وهذا يعني أن الخالق وحده – الله الفريد – مُعبّرٌ عنه بهذه الطريقة وله هذا الجوهر. لماذا الحديث عن سلطان الله؟ كيف يختلف سلطان الله ذاته عن السلطان في عقل الإنسان؟ ماذا يُميّز هذا الموضوع؟ لماذا من المهمّ بشكلٍ خاص التحدّث عنه هنا؟ يتعيّن على كل واحدٍ منكم النظر بعنايةٍ في هذا الموضوع. يعتبر معظم الناس أن "سلطان الله" فكرةٌ غامضة من الصعب جدًا استيعابها، ومن المُرجّح أن تكون أيّة مناقشةٍ عنها غامضة. ولذلك سوف تكون هناك فجوةٌ ثابتة بين معرفة سلطان الله الذي يمكن للإنسان استيعابه وجوهر سلطان الله. من أجل سَدّ هذه الفجوة، يتعيّن على المرء أن يتدرّج في معرفة سلطان الله عن طريق أشخاصٍ واقعيّين أو أحداثٍ أو أشياءٍ أو ظواهر واقعيّة في متناول البشر ويستطيع البشر فهمها. على الرغم من أن تعبير "سلطان الله" قد يبدو مبهمًا، إلا أن سلطان الله ليس مُجرّدًا على الإطلاق. إن الله حاضرٌ مع الإنسان في كل لحظةٍ من لحظات حياته ويقوده كل يومٍ. ولذلك، سوف يرى كلُّ شخصٍ في الحياة اليوميّة ويشهد بالضرورة الجانب الملموس في سلطان الله. وهذا الجانب الملموس دليلٌ كافٍ على أن سلطان الله موجودٌ فعلًا، ويسمح للمرء بشكلٍ كامل أن يُدرِك ويفهم حقيقة أن الله يملك هذا السلطان.