يستخدم الله كلماته ليدين الإنسان ويطهّره خلال عمله في الأيام الأخيرة. لا يستطيع أن يتبع خطواته سوى أولئك الذين يصغون بعناية إلى كلماته وصوته.

السبت، 1 سبتمبر 2018

ينبغي أن يُعاقَب الشرير

ينبغي أن يُعاقَب الشرير

إن تحري أن تمارس البر في كل ما تفعل وأن تراقب الله في كل أفعالك هو من المبادئ السلوكية لدى أولئك الذين يؤمنون بالله. سوف تُدعَون من الأبرار؛ لأن بمقدوركم إرضاء الله، ولأنكم ترتضون عناية الله وحمايته؛ فكل مَنْ يرتضي عناية الله وحمايته وكماله، والذين اقتناهم الله، هم، في نظر الله، من الأبرار الذين يشملهم الله برعايته. كلما ارتضيتم كلمات الله، هنا والآن، أصبح بمقدوركم أن تتلقوا مشيئة الله وأن تفهموها، ومن ثمَّ تتمثلون كلمات الله وتلبون مطالبه على نحو أفضل.
هذه إرسالية الله لكم، وما ينبغي عليكم القيام به. إذا ما أقدمتم على استخدام المفاهيم لتحديد الله ووصفه، كما لو كان الله صنمًا من الصلصال لا يتغير، وإذا ما رسمتم حدودًا لله في الكتاب المقدس، وأقدمتم على حصره في نطاق محدد من العمل، فإن ذلك يدل على أنكم أصدرتم أحكامًا على الله، ولأن اليهود في عصر العهد القديم، قد عمدوا، في قلوبهم، إلى أن يضفوا على الله شكل الوثن، وكأن الله لا يمكن أن يُسمّى إلا المسيَّا فقط، وأنّ مَنْ كان يسمّى المسيَّا هو وحده الله، ولأنهم خدموا الله وتعبّدوا له كما لو كان صنمًا صلصاليًا (بلا حياة)، فقد سمّروا يسوع وقتئذِ على الصليب، وحكموا عليه بالموت - وبذلك حكموا على يسوع البريء بالموت. لم يقترف الله أي جريمة، ومع ذلك، لم يصفح الإنسان عن الله، وحكم عليه حكمًا صارمًا بالموت. وهكذا صُلب يسوع. لطالما اعتقد الإنسان بأن الله لا يتغير، ولطالما عرَّفه وفقًا للكتاب المقدس، وكأن الإنسان قد أدرك تدبير الله، وكأن جُلّ ما يفعل الله هو في متناول يد الإنسان. لقد بلغ الناس منتهى السخف، فقد استحوذ عليهم الغرور في أقصى صوره، ولديهم جميعًا، ميل إلى البلاغة الطنّانة. بغض النظر عن وفرة معرفتك بالله فإِنّني، على الرغم من ذلك، أقول بأنك لا تعرف الله، وأن ليس ثمة أحد أكثر منك معارضة لله، وأنّك تدين الله؛ والسبب في ذلك أنّك عاجز تمامًا عن طاعة عمل الله، وانتهاج طريق الكائن الذي جعله الله كاملاً. لماذا لم يرضَ الله البتّة عن أفعال الإنسان؟ لأنّ الإنسان لا يعرف الله، ولأنه منشغل بمفاهيم كثيرة جدّا، ولأنه، بدلاً من الاستجابة للحقيقة، فان كل معرفته بالله تسير على الوتيرة المتحجِّرة وغير المرنة نفسها. وهكذا، وبعد أن هبط الله إلى الأرض اليوم، فإن الإنسان قد سمَّر اللهَ من جديد على الصليب. فيا له من جنس بشري متوحش وقاسٍ! جنس متواطئ ومخادع، ومتصادم بعضه مع بعض، جنس زاحف نحو الشهرة والثروة والتناحر - فمتى ينتهي هذا في يوم من الأيام؟ لقد نطق الله بمئات الآلاف من الكلمات، لكن أحدًا لم يعد إلى رشده. إنهم يتصرفون من أجل عائلاتهم وأبنائهم وبناتهم ووظائفهم وطموحاتهم ومكانتهم وإرضاءً لغرورهم وجمعًا للأموال ومن أجل الثياب والطعام والجسد - فأعمال من هي حقاً من أجل الله؟ حتى أولئك الذين يعملون من أجل الله، هناك عدد قليل من بينهم مَنْ يعرفون الله؛ فكم من الناس مَنْ لا يعملون من أجل مصالحهم الشخصية؟ وكم من الناس مَنْ لا يظلمون الناس ولا يميِّزون فيما بينهم طمعًا في نيل مكانة خاصة؟ وهكذا، حُكم على الله بالموت كرهًا مرات لا تُعد ولا تُحصى، وقد أدان عددًا لا يحصى من القضاة البربريين الله مرات عدة وسمَّروه مرة أخرى على الصليب، كم من الناس يمكن أن نسمّيهم أبرارًا لأنهم يعملون حقًا من أجل الله؟
عند الله، هل من اليسير أن يتمثل الكمال في شخص مقدس أو شخص بار؟ من البديهي أنه "لا يوجد بار على هذه الأرض؛ فالأبرار لا يسكنون هذا العالم". عندما تمثلون بين يديَّ الله، فكِّروا فيما ترتدون وفي كل ما تقدمون عليه من قول أو عمل وفي كل خواطركم وأفكاركم وحتى الأحلام التي تحلمون بها كل يوم - كل هذا من أجلكم أنتم. أليست هذه هي حقيقة الأمور؟ لا يعني "البر" إعطاء الصدقات، ولا يعني أن تحب جارك كما تحب نفسك، ولا يعني اجتناب القتال أو الجدال أو السلب أو السرقة،وإنما يعني البر أن تأخذ إرسالية الله مأخذ الجد باعتبارها واجباً عليك، وأن تطيع ترتيبات الله وتنظيماته باعتبارها دعوة مُرسلة من السماء بغض النظر عن الزمان أو المكان، مثلها مثل كل ما عمله الرب يسوع. هذا هو البر ذاته الذي تكلم الله عنه. قد يُسمى لوطٌ بالإنسان البار؛ لأنه أنقذ المَلَكَيْن الذيْن أرسلهما الله دون أن يلتفت إلى ما ربحه أو ما فقده؛ ويمكن أن يُسمى ما فعله في ذلك الوقت عملاً صالحًا لكن لا يمكن أن يُطلق عليه وصف إنسان بار. كان ذلك فقط لأن لوطًا رأى أن الله أعطاه ابنتيه عوضًا عن الملائكة. لكن لم يكن كل تصرفه في الماضي ليمثل البر، ولذا أقول أنه "لا يوجد بار على هذه الأرض". حتى بين أولئك الذين هم في مرحلة التعافي، لا يمكن أن يُدعى أحد منهم بارًا. لا يهم كيف تبدو أعمالك جيدة، ولا يهم كيف تُظهِر تمجيد اسم الله، أو كيف تجتنب ضرب الناس ولعنهم أو سلب أموالهم وسرقتها، فإنك لا تزال غير قادر على أن تُسمى بارًا لأن هذه الصفات يمكن لأي شخص عادي أن يكتسبها. واليوم، فالأساس هو أنك لا تعرف الله. كل ما يمكن أن يُقال هو أن لديك اليوم القليل من الإنسانية الطبيعية، لكنك فاقد للبر الذي تحدث عنه الله، ومن ثمَّ لا يوجد من عملك ما يثبت معرفتك بالله.
عندما كان الله في السماء، حاول الإنسان من قبل أن يخدع الله بأفعاله؛ واليوم، جاء الله بين البشر - لمدة لا يعلمها أحد - ومع ذلك لا يزال الإنسان يحاكي أعمالاً روتينية من أجل الله ويحاول خداع الله. أليس الإنسان بمتخلف إلى حد بعيد في تفكيره؟ حدث الشيء نفسه مع يهوذا؛فقبل أن يأتي يسوع، كان يهوذا يكذب على إخوانه وأخواته، ولم يتغير بعد مجيء يسوع؛ فلم تكن لديه أدنى معرفة بيسوع، وفي نهاية المطاف خان يسوع. ألم يكن هذا بسبب أنه لا يعرف الله؟ واليوم إذا كنتم لا تزالون لا تعرفون الله، فستصبحون مثل يهوذا، وستُعاد أحداث مأساة صلب المسيح إبان عصر النعمة، التي وقعت منذ آلاف السنين، مرة أخرى. ألا تؤمنون بهذا؟ إنها حقيقة! اليوم، يمر معظم الناس بمثل هذه الظروف - قد أقول هذا في وقت مبكر - ويلعب هؤلاء الناس دور يهوذا. أنا لا أتحدث على سبيل المرح، ولكن وفقًا للحقيقة - ويجب عليك أن تؤمن بذلك. على الرغم من أن العديد من الناس يتظاهرون بالتواضع، إلا أن قلوبهم ليس بها سوى المياه الكريهة الراكدة. الآن، يشبه هذا حال الكثيرين في الكنيسة. أنتم تعتقدون أنني لا أعرف أي شيء؛ واليوم، ترشدني روحي وأشهد لذاتي. أتظن أني لا أعلم شيئًا؟ أتظنون أني لا أفهم شيئًا مما يدور بخلدكم من أفكار ملتوية وما تحتفظون به في قلوبكم؟ هل ينخدع الله بهذه السهولة؟ هل تظن أن بمقدورك التعامل معه وفق ما ترغب؟ فيما مضى، كنت أخشى أن تكونوا مقيدي الحرية، ولذا أطلقت لكم العنان باستمرار، لكن أحدًا لم يدرك أنني كنت أعاملهم بلطف. أعطيتهم شبرًا فأخذوا ميلاً. ليسأل بعضكم بعضًا: لم أتعامل مع أحد تقريبًا، ولم أكن أسارع إلى توبيخ أحد - ومع ذلك فأنا شديد الوضوح بشأن دوافع الإنسان ومفاهيمه. هل تعتقد أن الله نفسه الذي يشهد له الله أحمق؟ إذا كنت تعتقد ذلك، فأنا أقول بأنك أعمى. لن أوجِّه إليك لومًا، ولنرَ كيف أصبحتَ فاسدًا. لنرَ إذا ما كان لحيلك أن تخلصك، أمأن بذل قصارى جهدك في محبة الله هو ما يمكنه أن يخلصك. اليوم، لن أدينك؛ لننتظر حتى يحين الوقت الذي يرى الله فيه كيف يقتص الله منك. ليس لديَّ وقت للتحدث معك الآن، ولا أرغب في تأجيل عملي الأعظم من أجلك، فمن غير المناسب أن يقضي الله وقته في التعامل مع يرقة مثلك، لذا لنرَ إلى أي مدى يمكنك أن تشبع رغباتك. إن مثل هؤلاء الناس لا يهتمون بالحصول على أدنى معرفة عن الله، وليست لديهم أي محبة لله، ولكنهم لا يزالون يرغبون في أن يسميهم الله أبرارًا، أليست هذه مزحة؟ ولأن هناك في الواقع عدداً قليلاً من الناس هم صادقون، فلا أهتم سوى بتوفير الحياة للإنسان، وسأكمل ما يجب عليَّ القيام به فقط اليوم، وفيما بعد سينال القصاص من كلٍ وفق سلوكه. لقد قلت ما يُفترض أن أقوله؛ لأن هذا هو العمل الذي أقوم به؛ فأنا أفعل ما يجب عليَّ أن أفعله، ولا أفعل ما لا ينبغي عليَّ فعله، ومع ذلك لا يزال يحدوني الأمل في أن تقضوا المزيد من الوقت في التفكر: ما المقدار الحقيقي لمعرفتكم بالله على وجه التحديد؟ هل أنتممن أولئك الذين سمَّروا الله مرة أخرى على الصليب؟ وأخيرًا: أقول: ويلٌ لأولئك الذين يصلبون الله.
من "الكلمة يظهر في الجسد"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق