يستخدم الله كلماته ليدين الإنسان ويطهّره خلال عمله في الأيام الأخيرة. لا يستطيع أن يتبع خطواته سوى أولئك الذين يصغون بعناية إلى كلماته وصوته.

السبت، 29 سبتمبر 2018

اختبار التجارب المؤلمة هو السبيل الوحيد لكي تعرف محبة الله


اختبار التجارب المؤلمة هو السبيل الوحيد لكي تعرف محبة الله
ما مقدار محبتك لله اليوم؟ وما مدى معرفتك بكل ما فعله الله فيك؟ هذه هي الأمور التي أنت بحاجة لتعلمها. عندما يصل الله إلى الأرض، فإن كل ما فعله في الإنسان وسمح للإنسان أن يراه إنما هو لكي يجعل الإنسان يحب الله ويعرفه حق المعرفة. كما أن قدرة الإنسان على أن يتألم لأجل الله وأن يتمكّن من الوصول إلى هذا الحد، هي من جانب بسبب محبة الله، ومن جانب آخر بسبب خلاص الله. علاوة على ذلك، فهي بسبب عمل الدينونة والتأديب الذي يُجريه الله في الإنسان. فلو أنكم بدون دينونة وتأديب واختبار من الله، وإذا لم يدعكم الله تتألمون، فعندئذ، أقولها بصدق، لن تكون لكم محبة حقيقية لله.
فكلما زاد عمل الله في الإنسان وزادت معاناة الإنسان، أمكن إظهار مدى جدوى عمل الله، وزادت قدرة قلب الإنسان على محبة الله فعلًا. كيف تتعلم أن تحب الله؟ فبدون ضيقات وتنقية، وبدون تجارب مؤلمة – وأيضًا لو أن كل ما أعطاه الله للإنسان هو النعمة والمحبة والرحمة – هل يكون باستطاعتك أن تحوز على محبة الله الحقيقية؟ من جهة، أثناء التجارب الإلهية يصل الإنسان إلى معرفة أوجه قصوره ويرى كيف أنه ضئيل ومزدرى ووضيع، وأنه لا يملك أي شيء وهو نفسه لا شيء؛ وعلى الجانب الآخر، أثناء تجاربه يخلق الله بيئات مختلفة للإنسان تجعل الإنسان أكثر قدرةً على اختبار محبة الله. ومع أن الألم يكون كبيرًا وأحيانًا لا يمكن التغلب عليه – بل يصل إلى حد الحزن الساحق – فإن اختبار الإنسان له يجعله يرى كم هو جميل عمل الله فيه، وفقط على هذا الأساس تُولد في الإنسان المحبة الحقيقية لله. يرى الإنسان اليوم أنه بواسطة نعمة الله ومحبته ورحمته فقط، يكون الإنسان غير قادر على إدراك المعرفة الحقيقية لنفسه، ناهيك عن قدرته على معرفة جوهر الإنسان. فقط من خلال تنقية الله ودينونته، ومن خلالهما فقط، يمكنك معرفة أوجه قصورك وإدراك أنك لا تملك أي شيء. ومن ثم فإن محبة الإنسان لله مبنية على أساس تنقية الله ودينونته. إذا كنت تستمتع فقط بنعمة الله، مع حياة عائلية هادئة أو بركات مادية، فإنك لم تكسب الله، وقد فشل إيمانك بالله. لقد قام الله بالفعل بمرحلة واحدة من عمل النعمة في الجسد، وقد سكب بالفعل بركاته المادية على الإنسان – لكن الإنسان لا يمكن أن يصير كاملًا بالنعمة والمحبة والرحمة وحدها. يصادف الإنسان في خبرته بعضًا من محبة الله، ويرى محبة الله ورحمته، ولكن عندما يختبر هذا لفترة من الوقت يدرك أن نعمة الله ومحبته ورحمته غير قادرة على جعل الإنسان كاملًا، وغير قادرة على كشف الأمور الفاسدة في داخل الإنسان، ولا تستطيع أن تُخلِّص الإنسان من شخصيته الفاسدة، أو أن تُكمِّل محبته وإيمانه. لقد كان عمل الله بالنعمة هو عمل لفترة واحدة، ولا يمكن للإنسان أن يعتمد على التمتع بنعمة الله من أجل معرفة الله.

بماذا يتحقق كمال الله للإنسان؟ بواسطة تدبيره الصالح. يتكون تدبير الله في المقام الأول من البر والنقمة والجلال والدينونة واللعنة، وكماله للإنسان يتحقق أساسًا من خلال الدينونة. بعض الناس لا يفهمون ويسألون لماذا لا يكون باستطاعة الله أن يُكمِّل الإنسان إلا من خلال الدينونة واللعنة. يقولون إنه إذا كان الله يلعن الإنسان، أفلن يموت الإنسان؟ وإذا كان الله يدين الإنسان، أفلن يكون الإنسان مدانًا؟ فكيف رغم هذا يمكن جعله كاملًا؟ هذه هي كلمات الناس الذين لا يعرفون عمل الله. ما يلعنه الله هو عصيان الإنسان، وما يدينه الله هي خطايا الإنسان. ومع أنه يتكلم بصرامة، وبدون أدنى درجة من الرقة، إلا أنه يكشف كل ما بداخل الإنسان، ومن خلال هذه الكلمات الصارمة يكشف ما هو جوهري في داخل الإنسان، ولكن من خلال مثل هذه الدينونة يمنح الإنسان معرفة عميقة بحقيقة الجسد، وهكذا يستسلم الإنسان إلى الطاعة أمام الله. إن جسد الإنسان هو جسد خطية، وهو من الشيطان، وهو متمرد، وهو موضع تأديب الله – وبالتالي، فمن أجل السماح للإنسان بمعرفة نفسه، يجب أن تحل كلمات دينونة الله عليه ويجب أن يتم الاستعانة بكل أنواع التنقية؛ عندها فقط يمكن أن يكون عمل الله فعالًا.

من خلال الكلمات التي نطق بها الله يمكن أن نرى أنه قد أدان بالفعل جسد الإنسان. فهل هذه الكلمات إذن كلمات لعنة؟ إن الكلمات التي نطق بها الله تكشف عن الألوان الحقيقية للإنسان، وبواسطة هذا الكشف أنت تدان، وعندما ترى أنك غير قادر على إرضاء مشيئة الله تشعر بداخلك بالحزن والندم، وتشعر أنك مديون للغاية لله ولستَ قادرًا على تحقيق إرادة الله. ثمة أوقات فيها يقوم الروح القدس بتأديبك من الداخل، وهذا التأديب يأتي من دينونة الله؛ هناك أوقات فيها يوبخك الله ويستر وجهه عنك، عندما لا يعيرك أي اهتمام ولا يعمل في داخلك، ويعاقبك بصمت لكي ما يُنقيك. إن عمل الله في الإنسان هو في المقام الأول من أجل إبراز تدبيره البار. فما هي الشهادة التي يحملها الإنسان في النهاية عن الله؟ يشهد أن الله إله بار وأن تدبيره هو تدبير البر والنقمة والتأديب والدينونة؛ يشهد الإنسان عن التدبير البار لله. يستخدم الله دينونته لجعل الإنسان كاملًا، فقد كان دائمًا مُحبًّا للإنسان ومُخلّصًا له – ولكن ما مقدار محبته؟ هناك الدينونة والعظمة والنقمة واللعنة. ورغم أن الله قد لعن الإنسان في الماضي، إلا أنه لم يلق بالإنسان تمامًا إلى الهوة السحيقة، بل استخدم هذه الوسيلة لتنقية إيمان الإنسان؛ لم يميت الإنسان، لكنه تصرف من أجل جعل الإنسان كاملًا. إن جوهر الجسد هو من الشيطان – كان الله محقًا تمامًا في قوله ذلك – لكن الحقائق التي أنجزها الله لم تكتمل بحسب كلماته. هو يلعنك لكي تحبه، ويكون باستطاعتك أن تعرف جوهر الجسد؛ هو يوبخك لكي يوقظك، لكي يسمح لك أن تعرف أوجه قصورك وأن تعرف عدم جدارة الإنسان بشكل مطلق. ومن ثم، فإن لعنات الله ودينونته وعظمته ونقمته – جميعها من أجل جعل الإنسان كاملًا. فكل ما يفعله الله اليوم والتدبير البار الذي يظهره بوضوح فيما بينكم – هي جميعًا من أجل جعل الإنسان كاملًا، وهذه هي محبة الله.

في مفاهيم الإنسان التقليدية، محبة الله هي نعمته ورحمته وتعاطفه مع ضعف الإنسان. ورغم أن هذه الأمور هي أيضًا محبة الله، إلا أنها أحادية الجانب للغاية وليست هي الوسيلة الأساسية التي يستخدمها الله لجعل الإنسان كاملًا. عندما بدأ بعض الناس يؤمنون بالله للتو، كان ذلك بسبب المرض. هذا المرض هو نعمة الله لأجلك؛ فبدونه لن تؤمن بالله، وإذا لم تكن تؤمن بالله لما وصلت إلى هذا الحد – وبالتالي فحتى هذه النعمة هي محبة الله. في زمن الإيمان بيسوع، فعل الناس الكثير من الأمور التي لم يحبها الله لأنهم لم يفهموا الحقيقة، ومع ذلك فإن الله لديه المحبة والرحمة، وقد جلب الإنسان إلى هذا الحد، ومع أن الإنسان لا يفهم أي شيء، مازال الله يسمح للإنسان أن يتبعه، والأكثر من ذلك أن الله ظل يقود الإنسان إلى يومنا هذا. أليست هذه هي محبة الله؟ ومحبة الله هي التي تتجلى في تدبيره – هذا صحيح تمامًا! عندما بلغ بناء الكنيسة ذروته، قام الله بخطوة العمل الخاصة بعاملي الخدمة وألقى بالإنسان في الهوة السحيقة. كانت كلمات زمن عاملي الخدمة كلها لعنات: لعنات لجسدك ولعنات لطبيعتك الشيطانية الفاسدة ولعنات للأشياء التي فيك لا تلبي إرادة الله. العمل الذي قام به الله في هذه المرحلة ظهر في صورة هيبة، وبعده بفترة قصيرة قام الله بالخطوة الخاصة بعمل التوبيخ، وهناك جاءت تجربة الموت. في هذا العمل، رأى الإنسان نقمة الله وهيبته ودينونته وتوبيخه، ولكنه أيضًا رأى نعمة الله ومحبته ورحمته؛ كل ما فعله الله وكل ما تجلى كتدبيره وشخصه كان محبًة للإنسان، وكل ما فعله الله استطاع أن يلبي احتياجات الإنسان. لقد فعل ذلك لكي يجعل الإنسان كاملًا، وأعطى وفقًا لمكانة الإنسان. لو لم يفعل الله ذلك، فإن الإنسان لن يكون قادرًا على الوقوف أمام الله، ولن يكون لديه أي سبيل لمعرفة الوجه الحقيقي لله. فمنذ بدأ الإنسان يؤمن أولًا بالله وحتى اليوم، ظل الله يمد الإنسان بما يحتاجه وفقًا لمكانة الإنسان، بحيث أصبح الإنسان تدريجيًا يقترب من معرفة الله. فقط في يومنا هذا أصبح الإنسان يدرك كم أن دينونة الله رائعة. إن الخطوة الخاصة بعاملي الخدمة كانت المرة الأولى لعمل اللعنة منذ وقت الخليقة وحتى يومنا هذا. لقد لُعِن الإنسان وألقي به إلى الهوة السحيقة. لو لم يفعل الله هذا، لما كان للإنسان معرفة حقيقية بالله اليوم؛ فقط من خلال لعنة الله يتقابل الإنسان رسميًا مع تدبير الله. لقد أظهرت هذه الخبرات للإنسان أن ولائه غير مقبول، وأن مكانته ضئيلة للغاية، وأنه غير قادر على إرضاء مشيئة الله، وأن مزاعمه بأنه يرضي الله في كل الأوقات لم تكن سوى مجرد كلمات فقط. ورغم أنه في خطوة العمل الخاصة بعاملي الخدمة قد لعن الله الإنسان، فبالنظر إليها اليوم نرى أن خطوة العمل هذه كانت رائعة: لقد جلبت نقطة تحول كبيرة للإنسان، وتسببت في تغيير كبير في أسلوب حياته. فقبل وقت عاملي الخدمة، لم يفهم الإنسان أي شيء عن مسعى الحياة، وما معنى أن تؤمن بالله، أو حكمة عمل الله، ولم يفهم كذلك أن عمل الله يمكن أن يمتحن الإنسان. ومنذ وقت عاملي الخدمة وحتى اليوم، يرى الإنسان مدى روعة عمل الله، إذ لا يقدر الإنسان أن يسبر أغواره، ولا يمكنه باستخدام عقله أن يتخيل كيف يعمل الله، كما أنه يرى أيضًا مدى ضآلة مكانته وأنه يغلب عليه طابع العصيان. عندما لعن الله الإنسان كان ذلك لأجل تحقيق تأثير ما، ولم يُمِيت الإنسان. فعلى الرغم أنه لعن الإنسان، لكنه فعل ذلك بواسطة الكلمات، ولم تقع لعناته فعليًا على الإنسان، لأن ما لعنه الله كان عصيان الإنسان، ومن ثم كانت كلمات لعناته أيضًا بهدف جعل الإنسان كاملًا. سواء كان الله يدين الإنسان أو يلعنه، فكلا الأمران يجعل الإنسان كاملًا: فكلامهما من أجل جعل ما هو نجس في داخل الإنسان يصبح كاملًا. من خلال هذه الوسيلة كان الإنسان يتم تنقيته، وما كان ناقصًا في داخل الإنسان قد صار كاملًا من خلال كلمات الله وعمله. كل خطوة في عمل الله – سواء كانت كلمات صارمة أو دينونة أو توبيخ – تجعل الإنسان كاملًا، وهي مناسبة تمامًا. عبر العصور لم يسبق لله أن قام بمثل هذا العمل؛ اليوم هو يعمل في داخلكم حتى يكون لديكم تقدير لحكمته. فعلى الرغم من أنكم عانيتم بعض الألم في داخلكم، فإن قلوبكم تشعر بالثبات، ويغمرها السلام؛ إنها بركة لكم أن تتمكنوا من التمتع بهذه المرحلة من عمل الله. بغض النظر عما سيمكنكم تحقيقه في المستقبل، كل ما ترونه من عمل الله فيكم اليوم هو المحبة. فإذا لم يكن الإنسان يختبر دينونة الله وتنقيته، فإن أفعاله وحماسته ستكون دائمًا مجرد مظهر خارجي، وستظل شخصيته ثابتة دائمًا لا تتغير. فهل هذا يُعد في رأيك مُكتَسبًا من الله؟ اليوم على الرغم من أن هناك الكثير في داخل الإنسان مما يتصف بالغطرسة والغرور، فإن طبيعة سلوك الإنسان أكثر استقرارًا من ذي قبل. إن تعامل الله معك هو من أجل خلاصك، وعلى الرغم من أنك قد تشعر ببعض الألم في ذلك الوقت، سوف يأتي اليوم الذي فيه يحدث تغيير في طبيعتك. في ذلك الوقت، سوف ترجع بنظرك للخلف وترى كم كان عمل الله حكيمًا، وذلك سيكون عندما تكون قادرًا على الفهم الحقيقي لإرادة الله. اليوم، ثمة بعض الناس يقولون إنهم يفهمون إرادة الله – ولكن هذه ليست الحقيقة، فهم يتكلمون بحديث لا قيمة له، لأنهم في الوقت الحاضر يتوجب عليهم أن يفهموا إذا ما كانت إرادة الله أن يُخلِّص الإنسان أم يلعنه. ربما لا يمكنك رؤية الأمر بوضوح الآن، لكن سيأتي اليوم حين ترى أن يوم تمجيد الله قد حان، وسترى مدى قيمة ومغزى أن تحب الله، لكي ما تُقبِل إلى معرفة الحياة البشرية، وسيعيش جسدك في عالم الله المُحب، وستنطلق روحك حرة، وتمتلئ حياتك بالبهجة وستكون دائمًا قريبًا من الله، وتنظر على الدوام نحو الله. في ذلك الوقت، ستعرف حقًا مدى أهمية عمل الله اليوم.

اليوم معظم الناس ليس لديهم هذه المعرفة. هم يعتقدون أن المعاناة لا قيمة لها، وأنهم منبوذون من العالم، وحياتهم المنزلية مضطربة، وأنهم ليسوا محبوبين من الله، وآفاقهم قاتمة. وبينما تصل معاناة بعض الناس إلى حدٍ معين، تتحول أفكارهم نحو الموت. هذه ليست المحبة الحقيقية لله؛ مثل هؤلاء الناس جبناء، ليس لديهم قدرة على المثابرة، وهم ضعفاء وعاجزون! الله حريص على جعل الإنسان يحبه، لكن كلما زادت محبة الإنسان لله، زادت معها معاناته، وكلما زادت محبة الإنسان له، أصبحت تجاربه أكثر شدة. إذا كنت تحبه، فستقع عليك كل أنواع الآلام – إما إذا لم تكن تحبه، عندها ربما تمضي كل الأمور على مايرام بالنسبة لك، وكل شيء سيكون هادئًا من حولك. عندما تُحب الله، ستشعر أن الكثير من الأمور حولك لا تُقهر، ولأن قامتك صغيرة للغاية فسيتم تنقيتك؛ علاوة على ذلك، أنت غير قادر على إرضاء الله، وستشعر دومًا أن إرادة الله عالية جدًا بعيدة عن متناول الإنسان. بسبب كل هذا سوف يتم إعادة تنقيتك – لأن هناك الكثير من الضعف داخلك، والكثير مما هو غير قادر على تتميم إرادة الله، فسيتم تنقيتك من الداخل. يجب عليكم أن تدركوا تمامًا أن التطهير لا سبيل له إلا بواسطة التنقية. ولذلك، أثناء هذه الأيام الأخيرة يجب أن تحملوا الشهادة لله. بغض النظر عن مدى حجم معاناتكم، عليكم أن تستمروا حتى النهاية، وحتى مع أنفاسكم الأخيرة، يجب أن تظلوا عندها مؤمنين لله، وتحت رحمة الله؛ فهذه وحدها هي المحبة الحقيقية لله، وهذه وحدها هي الشهادة القوية والمدوّية. عندما تتعرض للإغواء يجب أن تقول: "إن قلبي هو لله، وقد ربحني الله بالفعل. لا أستطيع أن أخضع لغوايتك – يجب أن أكرس كل ما لي من أجل إرضاء الله." وكلما زاد إرضاؤك لله، زادت بركة الله لك، وزادت معها قوة محبتك لله؛ هكذا أيضًا سيكون لديك الإيمان والعزيمة، وستشعر أن لا شيء أكثر قيمة أو أهمية من حياة تقضيها في محبة الله. يمكن القول إن الإنسان لكي يتخلص من الأحزان لا سبيل له إلا بأن يحب الله. ومع أن ثمة أوقات يكون فيها الجسد ضعيفًا وتعصف بك العديد من المشاكل الحقيقية، إلا أنه خلال تلك الأوقات سوف تتكل حقًا على الله وستتعزى في روحك وستشعر باليقين وستدرك أن لديك ما يمكنك أن تتكل عليه. بهذه الطريقة سيكون باستطاعتك أن تتغلب على العديد من الظروف، وبالتالي فلن تتذمر من الله بسبب المعاناة التي تتجرعها؛ بل ستود أن تُغني وترقص وتصلي، وتتحد ويكون لك شركة مع إخوتك، وتكرس فكرك لله، وستشعر أن كل الناس والأشياء والأمور من حولك التي نظمها الله هي ملائمة لك. إما إذا كنت لا تُحب الله، فكل ما ستنظر إليه سيبدو مزعجًا لك، لن يكون هناك شيء سار للعين؛ وفي روحك لن تكون حرًا بل مقهورًا، وسيظل قلبك دائمًا يتذمر من الله، وستشعر دائمًا أنك تعاني من ضيقات كثيرة، وأن الحياة ليست عادلة. إذا لم تكن تسعى فقط لإدراك السعادة، بل بالأحرى تسعى لإرضاء الله وألا يتهمك الشيطان، عندها سيمنحك سعيك قوة عظيمة لكي تحب الله. يستطيع الإنسان أن يعمل كل ما تكلم به الله، وكل ما يفعله يمكن أن يُرضي الله – وهذا هو معنى أن تكون مُمتلكاً للحقيقة. إن طلب إرضاء الله هو استخدام محبة الله لتحقيق كلماته في الواقع العملي؛ بغض النظر عن الوقت – عندما يكون الآخرون عاجزين – سيظل بداخلك قلب يحب الله ويشتاق بعمق له ويفتقده. هذه هي القامة الحقيقية. فمقدار عظمة قامتك يعتمد على مقدار عظمة محبتك لله، وعلى مدى قدرتك على الوقوف بثبات عندما تتعرض للاختبار، وإذا ما كنت ضعيفًا عندما تهبُ عليك ظروف معينة، وإذا ما كنت تقدر على الثبات برسوخ عندما يرفضك إخوتك وأخواتك؛ إن قدوم الحقائق سيظهر طبيعة محبتك لله. إذ يمكننا بواسطة الكثير من أعمال الله رؤية أن الله بالفعل يحب الإنسان، لكن الأمر فقط أن عيون الإنسان الروحية تحتاج أن تنفتح بالكامل، كما أن الإنسان غير قادر على أن يدرك الكثير من عمل الله ومشيئته، والأمور الكثير الرائعة عن الله؛ فالإنسان لديه القليل جدًا من المحبة الحقيقية لله. ها قد آمنت بالله عبر كل هذا الزمن، واليوم قطع الله عليك كل سُبُل الهروب. لنتكلم بواقعية، ليس لديك أي خيار سوى أن تسلك الطريق الصحيح، ذلك الطريق الصحيح الذي قادتك إليه الدينونة الصارمة والخلاص الأسمى لله. فقط بعد اختبار الضيقات والتنقية يدرك الإنسان كم أن الله مُحِب. وبعد كل ما اختبرته حتى اليوم، يمكن القول إن الإنسان قد بلغ معرفة جزء من محبة الله – ولكن يظل هذا ليس كافيًا، لأن الإنسان يفتقر إلى الكثير جدًا. فيجب أن يختبر المزيد من عمل الله العجيب، والمزيد من كل تنقية المعاناة التي يضعها له الله، عندها فقط يتغير تدبير حياة الإنسان.
  من "الكلمة يظهر في الجسد"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق