بشأن حياة روحية طبيعية
إن أردت عيش حياة روحية طبيعية، فأنت بحاجة إلى تلقي النور الجديد يوميًا، وطلب الفهم الحقيقي لكلام الله، وتحقيق الوضوح تجاه الحقيقة. عليك أن تقتني طريقًا للممارسة في كل شيء، ومع قراءة كلام الله كل يوم يمكنك العثور على أسئلة جديدة واكتشاف عيوبك. سيؤدي هذا بدوره إلى الوصول لقلب يشعر بالعطش ويسعى للبحث، وسيحرِّك هذا كيانك بالكامل، وستكون قادرًا على الهدوء أمام الله في أي وقت، وأكثر خوفًا من التقصير. إذا أمكن لشخص ما اقتناء هذا القلب المتعطش، وهذا القلب الباحث، وكان مستعدًا أيضًا للدخول باستمرار، فهو إذًا على الطريق الصحيح لحياة روحية.
إن الأشخاص الذين يدخلون في حياة روحية طبيعية هم أولئك الذين يمكنهم أن يقبلوا أن يحركهم الروح القدس، والذين يرغبون في إحراز تقدم، والمستعدون للسعي ليجعلهم الله كاملين، وأولئك الذين يتوقون لفهم أعمق لكلام الله، والذين لا يسعون إلى الأمور الخارقة للطبيعة ولكنهم يدفعون ثمنًا عمليًا، ويظهرون اهتمامًا عمليًا لإرادة الله، ويدخلون دخولاً عمليّا، ويجعلون خبرتهم أكثر صدقًا وأكثر واقعية، والذين لا يبحثون عن الكلمات الفارغة للعقيدة، والذين لا يسعون أيضُا إلى الشعور بالأمور الخارقة، ولا يعبدون أي رجل عظيم، إذ أن كل ما يفعلونه هو لغرض تحقيق مزيدٍ من التقدم في الحياة، والحفاظ على روحهم النشيطة غير الفاترة، والتمكن دائمًا من الدخول بشكل إيجابي. على سبيل المثال، عندما يصلّون قبل وجبات الطعام، لا يكونون مجبرين على عمل ذلك، بل بالأحرى يهدِّئون قلبهم أمام الله، ويشكرون في قلبهم، ويكونون مستعدين للعيش لأجل الله، ووضع وقتهم في يديّ الله، ويكونون على استعداد للتعاون مع الله والتضحية من أجل الله. إن لم يستطيعوا تهدئة قلبهم أمام الله، فإنهم يفضلون عدم تناول الطعام بل الاستمرار في الممارسة؛ وهكذا فهم لا يلتزمون بالقواعد، بل يمارسون كلمة الله. عندما يصلي بعض الناس قبل الأكل يتخذون بوعي وضعًا معينًا ليتظاهروا بسلوك قد يبدو متدينًا جدًا، لكن عقلهم يتساءل: "لماذا أحتاج إلى الممارسة بهذه الطريقة؟ أليست الأشياء على ما يرام بدون صلاة؟ الأمور لا تزال كما هي بعد الصلاة، فلِمَ التعب؟" يلتزم هذا النوع من الأشخاص بالقواعد، وعلى الرغم من أن كلماته تقول أنه مستعد لإرضاء الله، إلا أن قلبه لم يأتِ أمام الله. إنهم لا يصلّون بهذه الطريقة من أجل ممارسة تهدئة قلبهم أمام الله، بل يفعلون ذلك لخداع الآخرين ولكي يراهم الآخرون. إن الشخص الذي تصرف بهذه الطريقة شخص منافق تمامًا، مثل راعي ديني لا يستطيع التشفُّع إلا للآخرين، لكن هو نفسه لا يستطيع الدخول. إن هذا الشخص هو موظف ديني، بالكامل! يقول الله أشياء جديدة كل يوم، ويفعل أشياء جديدة، لكنك تلتزم بالقواعد كل يوم، محاولاً أن تخدع الله، وتتعامل مع الله برتابة، ألست شخصًا يتحدى الله؟ هل يمكنك نوال البركات بينما تلتزم بالقواعد وتتحدى الله؟ ألن يوبخك الله؟
يتطور عمل الله بسرعة، طارحًا الدينيين من مختلف الأحزاب والمشاهير الذين يمارسون العبادة الكنسية بعيدًا، بعيدًا جدًا، ومبددًا أيضًا في كل الاتجاهات هؤلاء الخبراء من بينكم الذين يحبون الالتزام بالقواعد على نحو خاص. إن عمل الله لا ينتظر، إنه لا يعتمد على أي شيء، ولا يتباطأ، ولا يجذب أو يجرّ أي أحد إلى الأمام؛ إن لم تستطع مواكبة ذلك، فسيتم التخلي عنك، بغض النظر عن عدد السنوات التي كنت فيها تابعًا. إن كنت ملتزمًا بالقواعد، فسيتحتم محوك بغض النظر عن مدى أهليتك كشخصٍ متمرسٍ. إنني أنصح هذا النوع من الأشخاص أن يكون لديه بعض المعرفة الذاتية، وأن يأخذ مقعدًا خلفيًا طواعية، وألا يتمسك بما هو قديم؛ ألا يُعد جعل الآخرين يمارسون كلمة الله وفقًا لمبادئ عملك محاولة لكسب قلوب الناس؟ إن ممارستك هي الالتزام بالقواعد، وتعليم الناس ممارسة العبادة الكنسية. دائمًا ما تجعل الأشخاص يفعلون الأشياء وفقًا لرغباتك، ألا يُعد هذا تشكيل جماعات؟ ألا يُعد هذا تقسيمًا للكنيسة؟ ثم كيف تجرؤ على أن تقول إنك متفهم لإرادة الله؟ ما الذي يؤهلك للقول بأن هذا لجعل الآخرين كاملين؟ إذا واصلت القيادة بهذه الطريقة، أليس هذا معناه قيادة الناس إلى طقوس دينية؟ إذا كان الشخص يتمتع بحياة روحية طبيعية، وإذا حصل على إطلاق روحه وتحريرها كل يوم، فيمكنه ممارسة كلام الله بحرية لإرضائه، وحتى عندما يصلي، فإنه لا يكتفي فقط بالشكليات أو يتبع عملية معينة، ويكون قادرًا على مواكبة نور جديد كل يوم. عندما يمارسون تهدئة قلوبهم أمام الله، يستطيعون أن يهدّئوا قلبهم حقًا أمام الله، ولا يمكن لأحد أن يزعجهم، ولا يستطيع أي شخص أو حدث أو شيء تقييد حياتهم الروحية الطبيعية. هذا النوع من الممارسة هو لغرض تحقيق نتيجة، وليس فقط لإصدار بعض القواعد ليلتزم الناس بها. لا يُعد هذا النوع من الممارسة التزامًا بالقواعد، بل هو لتعزيز تقدُّم الناس في الحياة. إذا كنت مجرد حارسًا للقواعد، فإن حياتك لن تتغير أبداً؛ على الرغم من أن الآخرين قد يمارسون بهذه الطريقة، كما تفعل أنت، ففي النهاية، يمكن للآخرين مواكبة وتيرة عمل الروح القدس، بينما يتم إقصاؤك أنت خارج تيار الروح القدس. إذًا ألا تخدع نفسك؟ الغرض من هذه الكلمات هو السماح للناس بتهدئة قلوبهم أمام الله، والتوجه إلى الله، والسماح لعمل الله أن يتم في الناس دون عائق، وليأتِ بنتائج.
من "الكلمة يظهر في الجسد"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق