يستخدم الله كلماته ليدين الإنسان ويطهّره خلال عمله في الأيام الأخيرة. لا يستطيع أن يتبع خطواته سوى أولئك الذين يصغون بعناية إلى كلماته وصوته.

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

وعود لأولئك الذين كمّلهم الله

وعود لأولئك الذين كمّلهم الله

ما الطريق الذي يكمِّل الله من خلاله الإنسان؟ ما هي الجوانب التي يشتمل عليها؟ هل ترغب في أن يكملك الله؟ هل أنت على استعداد لقبول الدينونة والتوبيخ من الله؟ ماذا تعرف عن هذه الأسئلة؟ إن لم يكن باستطاعتك أن تتكلم عن هذه المعرفة، فإن هذا يُظهر أنك ما زلتَ لا تعرف شيئًا عن عمل الله، ولم تستنر مطلقًا بالروح القدس. لا يمكن لهذا النوع من البشر أن يُكمَّل، لا يمكنه سوى أن يتلقى قدرًا ضئيلاً من النعمة يستمتع به قليلاً لكنه لا يدوم في الأجل البعيد.
إذا كان المرء يستمتع بنعمة الله فحسب، فإنه لا يمكن أن يُكمَّل من قِبَل الله. ربما يرضى البعض بسلام الجسد ومسرّته، أو بحياة سهلة خالية من الشدائد أو التعاسة؛ حيث يعيش في سلام مع أسرته دون صراعات أو شجار. بل إن البعض قد يعتقد أن هذه هي بركة الله، لكنها في الحقيقة هي نعمة الله فحسب. لا يمكنكم أن ترضوا بمجرد الاستمتاع بنعمة الله. إن هذا النوع من التفكير مبتذل جدًا. حتى لو كنتَ تقرأ كلمة الله يوميًا وتصلي كل يوم، ولو كانت روحك تشعر بسلامٍ ومتعة خاصة، لكنك في النهاية غير قادر على أن تتكلم بأي معرفة عن الله وعن عمله، وليست لديك أي خبرة بتلك الأمور، ومهما كان المقدار الذي أكلته وشربته من كلمة الله، فإذا كنت فقط تشعر بالمتعة والسلام في روحك، وأن كلمة الله حلوة لا تُضارَع، كما لو كنتَ لا تتلذذ بها بما يكفي، لكن ليست لديك أي خبرة حقيقية مع كلمة الله أو أي واقعية لكلمة الله، فما الذي يمكنك أن تحصل عليه من هذه الطريقة بالإيمان بالله؟ إن لم تكن قادرًا على أن تحيا جوهر كلمة الله، فإن أكلك وشربك وصلواتك معنية بالدين بصورة كلية. إذن فإن هذا النوع من البشر لا يمكن أن يُكمَّل ولا يمكن أن يُقتَنى من الله؛ فجميع الذين اقتناهم الله هم أولئك الذين سعوا إلى الحق. ما يقتنيه الله ليس جسد الإنسان ولا مقتنياته، لكنه ذلك الجزء في داخله الذي ينتمي إلى الله. لهذا أقول إن الله لا يكمل جسد الإنسان بل قلبه، لعلّ قلب الإنسان يُقتَنى من قبل الله. بعبارة أخرى، إن جوهر القول بأن الله يكمل الإنسان هو أن الله يكمل قلب الإنسان لعله يتجه إلى الله ويحبه.

إن جسد الإنسان فانٍ، ولا طائل من أن يقتني الله جسد الإنسان؛ لأنه ذلك الذي سيبلى حتمًا، ولا يمكنه أن ينال ميراث الله أو بركاته. لو أن الله اقتنى جسد الإنسان فقط وأبقاه في هذا التيار، لأصبح الإنسان في هذا التيار باسمه فقط، لكن قلبه سينتمي إلى الشيطان، وحينئذٍ لن يكون الإنسان عاجزاً عن أن يصبح تعبيراً عن الله فحسب، بل سيصبح -بدلاً من ذلك- عبئًا عليه؛ ومن ثم، سيصبح اختيار الله للإنسان بلا معنى. أولئك الذين سيكملهم الله هم أولئك الذين سينالون بركات الله وميراثه؛ بمعنى أنهم سوف يستوعبون داخلهم ما لدى الله ومَنْ هو الله، بحيث يصبح ذلك ما هو موجود داخلهم، لديهم كل كلام الله منقوش داخلهم. مهما كانت ماهية الله، فسوف تكونون قادرين على استيعابه كله داخلكم كما هو تمامًا، وبهذا تحيون بحسب الحق. هذا النوع من البشر هو الذي يكمله الله ويربحه. هذا النوع من البشر وحده هو المؤهل ليرث البركات الآتية التي يهبها الله:

1- ينال حب الله الكامل.

2- يتصرف بحسب مشيئة الله في كل الأشياء.

3- يحصل على إرشاد الله ويحيا في ظل نوره ويستنير به.

4- يحيا في الصورة التي يحبها الله على الأرض، ويحب الله بصدق كما فعل بطرس، ويُصلَب من أجل الله، ويُحسَب أهلاً للموت من أجل حب الله، ويحصل على مجدٍ كمجد بطرس.

5- يكون موضع حب واحترام وإعجاب كل مَنْ على الأرض.

6- يتغلب على جميع أشكال العبودية للموت والجحيم، ولا يدع فرصة لعمل الشيطان؛ حيث يصبح ملكاً لله بالكلية، ويحيا داخل روحٍ جديد ونشيط، ولا يشعر بالضجر مطلقًا.

7- يشعر بإحساس لا يمكن وصفه بالنشوة والابتهاج دائمًا طوال حياته كما لو أنه قد رأى مجيء يوم مجد الله.

8- يحصل على مجدٍ مع الله وملامح مشابهة لأحباء الله القديسين.

9- يصبح ذاك الذي يحبه الله على الأرض، بمعنى أن يصبح ابن الله المحبوب.

10- يتغير شكله ويصعد مع الله إلى السماء الثالثة ويسمو فوق الجسد.

أولئك القادرون على وراثة بركات الله هم وحدهم الذين كمَّلهم الله واقتناهم. هل ربحت أي شيء؟ إلى أي مدى كمَّلَكَ الله؟ لا يكمل الله الإنسان عشوائيًا، بل ثمة شروط ونتائج ظاهرة يمكن للإنسان أن يراها. ليس كما يعتقد الإنسان أنه طالما كان عنده إيمان بالله، يمكن أن يُكمَّل وأن يُقتَنى من قِبَل الله، ويستطيع أن ينال على الأرض بركات الله وميراثه. تلك الأمور صعبة جدًا، وهي أكثر صعوبة فيما يتعلق بتغيير الشكل. ما يجب عليكم في المقام الأول أن تسعوا إليه في الوقت الراهن هو أن تُكمَّلوا من الله في كل الأشياء، وأن تُكمَّلوا من الله من خلال كل الناس والأمور والأشياء التي تواجهكم، بحيث يصبح المزيد من ماهية الله في داخلكم. يجب عليكم أولاً أن تنالوا ميراث الله على الأرض قبل أن تصبحوا أهلاً لترثوا بركات أكثر وأعظم من الله. هذه الأمور كلها هي ما يجب عليكم أن تسعوا إليه وأن تفهموه أولاً. كلما زاد سعيكم نحو أن يكملكم الله في كل الأشياء، أصبحتم أكثر قدرة على رؤية يد الله في كل الأشياء، وبهذا تسعون بنشاط نحو الدخول إلى كينونة كلمة الله وواقعية كلمته من خلال مناظير مختلفة وفي أمورٍ مختلفة. لا يمكنكم أن تقنعوا بتلك الحالات السلبية؛ مثل الاكتفاء بعدم ارتكاب خطايا أو عدم حمل أي تصورات وأي فلسفة للحياة وأي أرادة بشرية. إن الله يكمل الإنسان بطرق مختلفة، ومن الممكن أن تُكمَّل في كل الأمور نتيجة لذلك. لا يمكن أن تُكمَّل من الناحية الإيجابية فحسب، بل ومن الناحية السلبية أيضًا، وبهذا تُصبح أكثر ثراءً. توجد في كل يوم فرص لتُكمَّل ووقت لتُقتنى من قِبَل الله، وبعد مدة من تلك الخبرة، سوف تشهد تغيرًا كبيرًا. سوف تصبح الآن قادرًا بصورة طبيعية على التبصر في أشياءٍ كثيرة لم تفهمها من قبل، وسوف تصبح -دون أن تدري- مستنيرًا من الله دونما الحاجة إلى آخرين يعلمونك، فتصبح لديك استنارة في كل الأشياء وتصبح كل خبراتك خصبة. سوف يرشدك الله بحيث لا تنحرف إلى أيٍّ من الجانبين، ثم تُوضَع على طريق الكمال من قبل الله .

لا يمكن أن يُقصَر تكميل الله على التكميل بواسطة أكل وشرب كلمة الله؛ فهذا النوع من الخبرات أحادي الجانب بدرجة كبيرة ولا يشمل ما يكفي، بل يحصر الإنسان داخل نطاق صغير للغاية. في هذه الحالة، يفتقر الإنسان إلى الكثير من التغذية الروحية المطلوبة بشدة. إذا كنتم ترغبون في أن يكملكم الله، فعليكم أن تتعلموا اختبار كل الأشياء وأن تكونوا مستنيرين في كل ما تواجهونه. كلما واجهك شيء، خيرًا كان أم شرًا، يجب أن تستفيد منه، وألا يكون سببًا في أن تصبح سلبيًا. مهما كان الأمر، يجب أن تكون قادرًا على دراسته عن طريق الوقوف في جانب الله، ولا تحلله أو تدرسه من منظور إنسان (هذا انحراف في خبرتك). إذا كان هذا هو نوع خبرتك، فسوف تستولي الأعباء على قلبك طوال حياتك، وسوف تعيش باستمرار في نور مُحيَّا الله ولن تنحرف بسهولة في ممارستك. هذا النوع من البشر يُتوقَّع له أشياء عظيمة، ولديه فرص كثيرة ليُكمَّل من قِبَل الله. الأمر برمته يتوقف على ما إذا كنتم ممن يحبون الله حبًا صادقًا وما إذا كانت لديكم الإرادة لتُكمَّلوا وتُقتَنوا من قبل الله وتتلقوا بركاته وميراثه. لن تنتفعوا شيئًا من أن تكون لديكم إرادة فقط، بل لا بد أن تكون لديكم أيضًا معرفة كثيرة، وإلا فإنكم ستستمرون دائمًا في الانحراف في ممارساتكم. يريد الله أن يكمل كل واحد منكم. رغم أن الغالبية الآن قبلت بالفعل عمل الله لمدة طويلة، فقد اكتفت بالتنعم بنعمة الله، ولا ترغب إلا في الحصول منه على بعضٍ من راحة الجسد، لكنها لا ترغب في أن تحصل على إعلانات أكثر وأسمى، وهذا يوضح أن قلب الإنسان ما زال بعيدًا دائمًا. رغم الشوائب القليلة التي ما زالت موجودة في عمل الإنسان وخدمته ومحبة قلبه لله، فإنه فيما يتعلق بجوهر الإنسان من الداخل وفكره غير المستنير، يظل الإنسان يبحث باستمرار عن السلام ومتعة الجسد، ولا يهتم بشروط تكميل الله للإنسان أو مقاصد الله من تكميل الإنسان. لذلك تظل حياة الغالبية مبتذلة ومنحلة دون أدنى قدر من التغيير. إنهم ببساطة لا يعتبرون الإيمان بالله مسألة مهمة، وكأنهم يؤمنون فقط من أجل آخر، ويتصرفون من دون جدية أو تفانٍ، ويعيشون بأقل القليل، ويهيمون في وجودٍ بغير هدف. قليلون هم الذين يسعون إلى الدخول في كلمة الله في كل الأشياء، ويربحون مزيدًا من الأشياء التي تُغْني، فيصبحون أصحاب ثروات أكبر في بيت الله هذا اليوم، ويتلقون مزيدًا من بركات الله. إذا كنتَ تسعى إلى أن يكملك الله في كل الأشياء وكنتَ قادرًا على أن ترث مواعيد الله على الأرض، وإذا كنتَ تسعى إلى الاستنارة بالله في كل شيء ولا تدع السنوات تمر دون عمل، فهذا هو الطريق الأمثل لتدخله بنشاط، وفي هذا الطريق وحده تكون مستحقًا وأهلاً أن يكملك الله. هل أنت حقاً امرؤ يسعى إلى أن يكمله الله؟ هل أنت حقًا امرؤ جاد في كل الأشياء؟ ألديك نفس روح المحبة نحو الله مثل بطرس؟ ألديك الإرادة لتحب الله كما فعل يسوع؟ لطالما آمنتَ بيسوع لسنواتٍ كثيرة، فهل رأيت كيف أحب يسوع اللهَ؟ هل مَنْ آمنت به هو يسوع حقًا؟ أنت تؤمن بإله اليوم العملي، هل رأيتَ كيف أحب الإله العملي المتجسد الله الكائن في السماء؟ أنت تؤمن بالرب يسوع المسيح؛ ذلك لأن صَلْب يسوع لفداء البشرية والمعجزات التي أجراها هي حقائق مُتَّفَق عليها. بيد أن إيمان الإنسان لا يأتي من المعرفة والفهم الحقيقي ليسوع المسيح. أنت تؤمن فقط باسم يسوع لكنك لا تؤمن بروحه، لأنك لا تبالي بالكيفية التي أحب بها يسوع الله. إن إيمانك بالله حديث جدًا. رغم إيمانك بيسوع لسنواتٍ كثيرة، فإنك لا تعرف كيف تحب الله. ألا يجعلك هذا أكبر أحمق في العالم؟ وهذا يبين أنك ظللت لسنواتٍ تأكل طعام الرب يسوع المسيح دون جدوى. إنني لا أبغض هذا النوع من البشر فحسب، بل أثق في أن الرب يسوع المسيح الذي تعبده يبغضه أيضًا. كيف يمكن لمثل هذا النوع من البشر أن يُكمَّل؟ ألستَ خجلاً؟ ألا تشعر بالخزي؟ أما زالت لديك الجرأة لتواجه ربك يسوع المسيح؟ هل تفهمون جميعكم معنى كلامي؟
من "الكلمة يظهر في الجسد"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق