يستخدم الله كلماته ليدين الإنسان ويطهّره خلال عمله في الأيام الأخيرة. لا يستطيع أن يتبع خطواته سوى أولئك الذين يصغون بعناية إلى كلماته وصوته.

السبت، 4 يناير 2020

كنيسة الله القدير | عمل الروح القدس وعمل الشيطان

البرق الشرقي | كنيسة الله القدير | البطاقة مع كلمات الله كعنوان

كنيسة الله القدير | عمل الروح القدس وعمل الشيطان

كيف تفهمون التفاصيل في الروح؟ كيف يعمل الروح القدس في الإنسان؟ وكيف يعمل الشيطان في الإنسان؟ وكيف تعمل الأرواح الشريرة في الإنسان؟ وما مظاهر هذا العمل؟ عندما يحدث لك شيء ما، هل يكون هذا الشيء من الروح القدس، وهل ينبغي عليك أن تخضع له أم ترفضه؟ إن الممارسة الفعلية للناس ينجم عنها الكثير مما يكون مصدره الإرادة البشرية لكنَّ الناس يظنون أنها من الروح القدس؛ فالبعض يكون من أرواحٍ شريرة، لكن يظل الناس يعتقدون إن ذلك من صُنع الروح القدس، وأحيانًا ما يرشد الروح القدس الناس من الداخل، لكن الناس تتخوف من أن يكون هذا الإرشاد من الشيطان ولا يجرؤون على طاعته، في حين أن ذلك -في واقع الأمر- يكون استنارة الروح القدس؛ ومن ثم، فمن دون تمييز لا يكون هناك سبيل إلى الاختبار عندما تمر بتلك الخبرات بالفعل، ومن دون تمييز، لا يكون هناك سبيل إلى اقتناء الحياة. كيف يعمل الروح القدس؟ وكيف تعمل الأرواح الشريرة؟ ما الذي يصدر عن إرادة الإنسان؟ وما الذي ينتج عن إرشاد واستنارة الروح القدس؟ إذا استوعبت قواعد عمل الروح القدس داخل الإنسان، فسوف تتمكن من زيادة معرفتك والتمييز في حياتك اليومية وأثناء الخبرات الفعلية التي تمر بها، وسوف تتوصل إلى معرفة الله وتتمكن من فهم الشيطان وتمييزه، ولن تكون مشوشًا في طاعتك أو في سعيك، وسوف تكون شخصًا ذو فكرٍ صافٍ يطيع عمل الروح القدس.

يُعَد عمل الروح القدس شكلاً من أشكال الإرشاد الاستباقي والاستنارة الإيجابية، فهو لا يسمح للناس بأن تكون سلبية، ويواسيهم ويمنحهم الإيمان والعزيمة ويمكَّنهم من متابعة مسيرة تحقيق الكمال من قبل الله. عندما يعمل الروح القدس، يكون الناس قادرين على الدخول بفاعلية، وبذلك لا يكونوا سلبيين أو مُجبرين بل مبادِرين؛ وعندما يعمل الروح القدس، يصبح الناس مسرورين ومتحمسين، ويكونون مستعدين لتقديم الطاعة وراضين بتذليل ذواتهم، ورغم كونهم متألمين وضعاف من الداخل، إلا أنهم يكونوا عازمين على التعاون راضين في ألمهم وقادرين على الإطاعة وغير مشوبين بإرادةٍ بشرية أو بفكرٍ بشري، وبالتأكيد غير مشوبين برغبات أو دوافع بشرية. عندما يختبر الناس عمل الروح القدس، يتمتعون بقداسة داخلية خاصة. إن أولئك الذين يسيطر عليهم عمل الروح القدس يحيون محبة الله ومحبة أخوتهم وأخواتهم ويسرون بالأشياء التي تسر الله ويكرهون الأشياء التي يكرها الله. إن أولئك الذين تأثروا بعمل الروح القدس يحظون بإنسانية طبيعية، وينشدون الحق باستمرار وتتملكهم الإنسانية. عندما يعمل الروح القدس داخل الناس، تصبح أحوالهم أفضل وأفضل، وتصبح إنسانيتهم طبيعية أكثر فأكثر، ورغم أن قدرًا من تعاونهم قد يتسم بالتهور، إلا أن دوافعهم سليمة ومدخلهم إيجابي ولا يحاولون المقاطعة ولا يكنون في داخلهم أي ضغينة. إن عمل الروح القدس طبيعي وحقيقي، فالروح القدس يعمل في الإنسان وفقًا لقواعد حياة الإنسان الطبيعية، ويجعل الناس مستنيرين ويرشدهم وفقًا للسعي الفعلي للناس العاديين. عندما يعمل الروح القدس في الناس، فإنه يرشدهم وينيرهم وفقًا لاحتياجات الناس العاديين، ويكفيهم وفقًا لاحتياجاتهم، ويرشدهم وينيرهم وفقًا لما يفتقرون إليه ووفقًا لنقائصهم. عندما يعمل الروح القدس، فإن هذا العمل يكون منسجمًا مع قواعد الحياة الطبيعية للإنسان، ولا تستطيع الناس أن ترى عمل الروح القدس إلا في الحياة الواقعية. إذا كان الناس في حياتهم اليومية في حالة إيجابية ويعيشون حياة روحية طبيعية، فإنهم بذلك يخضعون لعمل الروح القدس؛ وفي هذه الحالة، عندما يأكلون ويشربون كلام الله يكون لديهم إيمان، وعندما يُصلُّون يكونون مُلهمين، وعندما يحدث لهم شيء لا يكونون سلبيين، ويستطيعون أثناء حدوثه أن يروا الدروس التي يريدهم الله أن يتعلموها، ولا يكونون سلبيين أو ضعفاء، ورغم المصاعب الحقيقية التي تواجههم، يكونون راغبين في إطاعة كل ترتيبات الله.

ما الآثار التي يحققها عمل الروح القدس؟ ربما تكون أحمق، وقد لا تمتلك التمييز، لكن ليس على الروح القدس إلا أن يعمل حتى يكون في داخلك إيمان وتشعر دائمًا أنه ليس بوسعك أن تحب الله كما ينبغي وتكون مستعدًا للتعاون بل ومستعدًا للتعاون مهما كان عِظَم الصعوبات التي تواجهها. سوف تحدث لك أشياء، ولن يتبين ما إذا كانت من الله أم الشيطان، لكنك سوف تكون قادرًا على الانتظار، ولن تكون سلبيًا أو غير مبالٍ. هذا هو العمل الطبيعي للروح القدس؛ وعندما يعمل الروح القدس داخل الناس، يظل الناس يصادفون صعوباتٍ حقيقية، ويبكون أحيانًا، وأحيانًا تكون هناك أشياء ليس بوسعهم أن يتغلبوا عليها، لكن هذا كله هو مرحلة من العمل العادي للروح القدس. رغم أنهم لا يتغلبون على تلك الأشياء، ورغم أنهم -في ذلك الوقت- يكونوا ضعفاء ويشتكون، لكنهم يظلون قادرين بعد ذلك على أن يحبوا الله بإيمانٍ مطلق. لا تستطيع سلبيتهم أن تمنعهم من الحصول على خبرات طبيعية، ويظلون قادرين على أن يحبوا الله بغض النظر عما يقوله الناس الآخرون وكيفية مهاجمتهم لهم. إنهم يشعرون دائمًا أثناء الصلاة أنهم لطالما كانوا يدينون بالكثير لله، ويعقدون العزم على إرضائه ويتجاهلون الجسد عندما يواجهون تلك الأشياء مرة أخرى. تُظهِرُ هذه القوة وجود عمل الروح القدس داخلهم، وهذه هي الحالة الطبيعية لعمل الروح القدس.

ما العمل الذي من الشيطان؟ في العمل الذي من الشيطان، تكون الرؤى في الناس غير واضحة ونظرية، ولا يملكون إنسانية طبيعية، وتكون الدوافع من وراء أفعالهم خاطئة، ورغم أنهم يرغبون في محبة الله، توجد في داخلهم دائمًا اتهامات، وهذه الاتهامات والظنون تحتدم في داخلهم دائمًا وتعيق تطور حياتهم، وتمنعهم من أن يكونوا في ظروف طبيعية أمام الله. هذا يعني أنه حالما يوجد عمل الشيطان داخل الناس، لا تستطيع قلوبهم أن تكون في سلام أمام الله، ولا يعرفون ماذا يفعلون بأنفسهم، ويجعلهم منظر الاجتماع يرغبون في الفرار، ويتعذر عليهم إغماض أعينهم عندما يصلي غيرهم. إن عمل الأرواح الشريرة يدمر العلاقة الطبيعية بين الإنسان والله، ويزعج الرؤى السابقة للناس أو طريقهم السابق للدخول في الحياة ولا يستطيعون مطلقًا في قلوبهم أن يقتربوا من الله، ودائمًا ما تحدث أشياء تسبب لهم تشويش وتقيدهم، ولا تستطيع قلوبهم أن تجد سلامًا، فلا تبقى قوة في حبهم لله، وتجعل أرواحهم تُبتَلَع إلى أسفل. تلك هي مظاهر عمل الشيطان. يظهر عمل الشيطان على النحو التالي: عدم القدرة على التمسك بمواقفك والتمسك بالشهادة، يجعلك مذنبا أمام الله وغير مخلص نحوه، وبمجرد تدخل الشيطان، تفقد الحب والإخلاص نحو الله داخلك، وتتجرد من العلاقة الطبيعية مع الله، ولا تنشد الحق أو تحسن من ذاتك، وتنتكس وتصبح سلبيًا، وتسرف على نفسك، وتطلق العنان لنشر الإثم، ولا تكره الإثم، وكذلك يجعلك تَدخُّل الشيطان منحلاً، ويتسبب في اختفاء أثر الله من داخلك، ويجعلك تشتكي من الله وتقاومه، فيصل بك إلى الشك في الله، بل وحتى احتمال أن تتركه. كل هذا من عمل الشيطان.

عندما يحدث لك شيء في حياتك اليومية، فكيف تميز ما إذا كان ذلك من عمل الروح القدس أو من عمل الشيطان؟ عندما تكون أحوال الناس طبيعية، تكون حياتهم الروحية وحياتهم في الجسد طبيعية، ويكون منطقهم طبيعي ومنظم، ويمكن القول -بصفة عامة- أنَّ ما يختبرونه أو يعرفونه داخل أنفسهم في ذلك الوقت يكون آتيًا من الخضوع لأثر الروح القدس (فامتلاك رؤى أو بعض المعارف الضحلة عندما يأكلون ويشربون كلام الله، أو الإخلاص عندما تحدث لهم أشياء، أو امتلاك القوة لتحب الله عندما تحدث أشياء، هذا كله من الروح القدس). إن عمل الروح القدس في الإنسان طبيعي على وجه التحديد، وليس بمقدور الإنسان أن يشعر به، ويبدو وكأنه نابع من الإنسان ذاته، لكنه في الواقع عمل الروح القدس. يعمل الروح القدس في الحياة اليومية كل أنواع الأعمال في كل شخص، فمدى عمله ببساطة يختلف؛ فبعض الناس يتمتعون بمستوى جيد، ويفهمون الأمور بسرعة، وبداخلهم استنارة قوية مميزة من الروح القدس، في حين أن البعض الآخر ذوي مستوى ضعيف، ويستغرقون وقتًا أطول في فهم الأمور، لكن الروح القدس يؤثر فيهم داخليًا، ويستطيعون هم أيضًا أن يحققوا الإخلاص لله. ويعمل الروح القدس في كل الذين يسعون نحو الله. عندما لا يقاوم الناس الله في حياتهم اليومية ولا يتمردون عليه ولا يفعلون أشياءً تتعارض مع تدبيره ولا يتدخلون في عمله، فإن روح الله يعمل في كل واحد منهم بدرجة أو بأخرى، ويترك أثره فيهم وينيرهم ويمنحهم الإيمان والقوة ويحركهم كي يدخلوا بطريقة استباقية، لا أن يكونوا كسالى أو مشتهين لملذات الجسد، وراغبين في ممارسة الحق ومشتاقين إلى كلام الله. إن كل هذا العمل نابع من الروح القدس.

عندما تكون حالة الناس غير طبيعية، فإن الروح القدس يتخلى عنهم، ويتذمرون من داخلهم، وتكون دوافعهم خاطئة، ويكونون كسالى ومنغمسين في ملذات الجسد، وتكون قلوبهم متمردة على الحق، وهذا كله من الشيطان. عندما لا تكون أحوال الناس طبيعية، عندما يكونون مظلمين من الداخل وعندما يفقدون منطقهم الطبيعي، وقد تخلى عنهم الروح القدس، وأصبحوا غير قادرين على الإحساس بالله داخل أنفسهم، حينذاك يكون الشيطان يعمل في داخلهم. إذا كان الناس يملكون دائمًا قوة في داخلهم ويحبون الله دائمًا، فبصفة عامة عندما تحدث لهم أشياء، فإنها تكون من الروح القدس، ومهما كان مَنْ يلتقون به يكون بحسب ترتيبات الله؛ وهذا يعني، عندما تكون أحوالك طبيعية، عندما تكون في عمل الروح القدس العظيم، يكون من المستحيل على الشيطان أن يجعلك مضطربًا؛ وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن كل شيء يأتي من الروح القدس، ورغم أنه ربما تكون لديك أفكار غير صحيحة، فإنك تكون قادرًا على تركها وعدم اتباعها، وكل هذا يأتي من عمل الروح القدس. ما المواقف التي يتدخل فيها الشيطان؟ عندما لا تكون أحوالك طبيعية، عندما لا يكون الله قد لمسك، وتكون من دون عمل الله، وتكون جافًا ومُجدبًا من الداخل، عندما تصلي إلى الله لكنك لا تفهم شيئًا، وتأكل وتشرب كلام الله لكن دون أن تُستنار أو تُنار، في تلك الأوقات يسهُل على الشيطان أن يعمل داخلك. بعبارة أخرى، عندما يتخلى الروح القدس عنك ولا تستطيع أن تشعر بالله، حينئذٍ تحدث لك أشياء كثيرة من إغواء الشيطان. إن الشيطان يعمل في نفس الوقت الذي يعمل فيه الروح القدس، ويتدخل في الإنسان في نفس الوقت الذي يؤثر فيه الروح القدس داخل الإنسان، بيد أنه في تلك الأوقات، يكون لعمل الروح القدس موقع الريادة، وتستطيع الناس التي تكون أحوالها طبيعية أن تنتصر، وهذا هو انتصار عمل الروح القدس على عمل الشيطان. لكن عندما يعمل الروح القدس، يكون هناك عمل ضئيل جدًا للشيطان؛ فعندما يعمل الروح القدس يظل هناك توجه التمرد والعصيان داخل الناس، وكل ما كان موجود فيهم في الأصل يظل موجودًا، لكن مع عمل الروح القدس، يصبح من السهل على الناس أن تتعرف على الأشياء اللازمة منها وعلى نهجها المتمرد تجاه الله رغم أنها لا تستطيع أن تتخلص من ذلك إلا أثناء عملٍ تدريجيٍّ. عمل الروح القدس طبيعي بصفة خاصة، ويظل الناس أثناء عمله يعانون من متاعب ويظلون يبكون ويتألمون ويظلون ضِعافا ويظل هناك الكثير غير واضح لها، لكنهم يكونون في تلك الحالة قادرين على منع أنفسهم من الانزلاق إلى الوراء وقادرين على أن يحبوا الله، ويظلون رغم بكائهم وحزنهم من الداخل قادرين على تسبيح الله. عمل الروح القدس طبيعي بصفة خاصة، وليس خارقًا للطبيعة ولو بشيءٍ ضئيل. تعتقد غالبية الناس أنه حالما يبدأ الروح القدس في العمل، يحدث التغيير في حالة الناس وتُنتَزع منهم أشياء جوهرية، بيد أن تلك الاعتقادات خاطئة؛ فعندما يعمل الروح القدس في الإنسان، تظل الأشياء السلبية في الإنسان موجودة وتظل قامته كما هي، لكن تكون لديه إنارة الروح القدس واستنارته، وهكذا تصبح حالته أكثر استباقيَة، وتصبح الأحوال داخله طبيعية، ويتغير بسرعة. إن الناس في خبراتهم الواقعية يختبرون أساسًا إما عمل الروح القدس أو الشيطان، وإذا تعذر عليهم السيطرة على تلك الحالات، ولم يميزوا، تكون الخبرات الواقعية مستحيلة، ناهيك عن التغير في الشخصية؛ ومن ثم، يكمن مفتاح اختبار عمل الله في القدرة على رؤية هذه الأشياء على حقيقتها، وبهذه الطريقة، يكون من الأسهل بالنسبة لهم أن يعايشوها.

إن عمل الروح القدس هو تقدم استباقي، في حين أن عمل الشيطان ارتداد وسلبية وعصيان لله ومقاومة له وفقدان للإيمان فيه وعدم رغبة حتى في الترتيل أو الوقوف والرقص. ليس ما يأتيك من استنارة الروح القدس مفروضًا عليك، لكنه طبيعي بصفة خاصة، وإذا اتبعته، فإنك سوف تقتني الحق، وإن لم تتبعه، فثمة توبيخ فيما بعد. لو كان ذلك استنارة الروح القدس، فلن يكون ثمة ما يشوش على ما تفعله أو يقيده، وسوف تُحرَّر، وسوف يكون ثمة طريق للممارسة في أفعالك، ولن تخضع لأي قيودٍ، وسوف تتمكن من التصرف بناءً على إرادة الله. إن عمل الشيطان يجلب أشياءً كثيرة تسبب لك التشويش، ويجعلك غير راغب في الصلاة ومتكاسلاً بشدة عن أن تأكل وتشرب كلام الله وغير راغب في أن تحيا الحياة الكنسية، وينفرك من الحياة الروحية. أما عمل الروح القدس، فهو لا يتدخل في حياتك اليومية، ولا يتدخل في دخولك إلى حياة روحية طبيعية. لا يمكنك التمييز في أشياء كثيرة تحدث لك وقت حدوثها، لكنك بعد بضعة أيام تحيا قليلاً وتُظهر قليلاً، وتعتمل في داخلك بعض ردود الأفعال، وتستطيع من خلال هذه التجليات أن تميز ما إذا كانت الأفكار الموجودة داخلك من الله أم من الشيطان. بعض الأشياء بوضوح تجعلك تقاوم الله وتتمرد عليه، أو تمنعك من أن تضع كلام الله موضع تطبيق، وهذه الأشياء كلها من الشيطان. بعض الأشياء ليست بواضحة، ولا تستطيع تمييز ماهيتها في ذلك الوقت، لكن بعد ذلك، يمكنك أن ترى تجلياتها، ثم تمارس التمييز. إن كنت تستطيع أن تميز ما هو آتٍ منها من الشيطان وما هو الذي يوجهه الروح القدس، عندئذ لن تضل بسهولة في خبراتك. أحيانًا عندما تكون أحوالك غير جيدة، تتبادر إليك أفكار معينة تخرج بك عن حالتك السلبية، وهذا يوضح أنه عندما تكون أحوالك غير مواتية، يمكن أيضًا أن يأتي بعض أفكارك من الروح القدس. غير صحيح أنك عندما تكون سلبيًا، تكون كل أفكارك نابعة من الشيطان؛ فلو صحَّ هذا، فمتى تتمكن من الانتقال إلى حالة إيجابية؟ إن الروح القدس، ومن خلال بقائك سلبيًا لمدة من الزمن، يمنحك فرصة كي تُكمَّل ويلمسك ويخرجك من حالتك السلبية.

الآن، وبعد أن عرفتَ ماهية عمل الروح القدس وماهية عمل الشيطان، تستطيع أن تقارنهما بحالتك الشخصية أثناء خبراتك وأن تقارنهما بخبراتك الخاصة، وبهذه الطريقة سوف يكون هناك مزيد من الحقائق المتعلقة بمبادئ في خبراتك. سوف تتمكن بعد استيعاب هذه الأشياء من التحكم في حالتك الفعلية، وسوف تتمكن من تمييز الأفراد والأشياء التي تحدث لك،[1] ولن تضطر إلى بذل مجهود كبير في اقتناء عمل الروح القدس. وهذا بالطبع طالما كانت دوافعك صحيحة، وطالما كنتَ راغبًا في السعي والممارسة. إن لغة كهذه -لغة تتعلق بالمبادئ- يجب أن تظهر في خبراتك، ومن دونها، سوف تمتلئ خبراتك بتشويش الشيطان وبمعارف حمقاء. إذا كنتَ لا تفهم الطريقة التي يعمل بها الروح القدس، فأنت لا تفهم كيف يجب أن تدخل، وإذا كنتَ لا تفهم الطريقة التي يعمل بها الشيطان، فأنت لا تفهم كيف يجب أن تحترس في خطواتك. يجب أن يفهم الناس كيف يعمل الروح القدس وكيف يعمل الشيطان كليهما؛ فهما جزء لا غنى عنه في خبرات الناس.

رغم أنك لا تؤمن بشيء إلا بالله، لكن هل تحظى بعلاقة طبيعية معه؟ بعض الناس يقولون إن الشيء المهم هو أن لديهم علاقة طبيعية مع الله، ولا يشغلون أنفسهم بعلاقاتهم بالآخرين. لكن كيف تتجلى العلاقة الطبيعية مع الله؟ هل لا يملك هؤلاء الناس أدنى معرفة فعلية؟ لماذا يُقال إن مدى عزمك على محبة الله وما إذا كنتَ قد أهملت الجسد حقًا إنما يتوقف على ما إذا كنت متحيزًا تجاه أخوتك وأخواتك، وأيضًا -إذا كنتَ كذلك- على ما إذا كنتَ قادرًا على تنحية هذا التحيز جانبًا أم لا؟ بمعنى، عندما تكون علاقتك بأخوتك وأخواتك طبيعية، فإن أحوالك تكون أيضًا طبيعية أمام الله، وعندما يكون أحد أخوتك أو أخواتك ضعيفًا، فإنك لا تنفر منه أو تحتقره أو تسخر منه أو تدير ظهرك له، وإذا كان في استطاعتك خدمته، فسوف تتواصل معه وتقول: "أنا أيضًا كنتُ سلبيًا وضعيفًا، ولم تكن لدىَّ رغبة حقيقية في حضور أي اجتماع، لكنَّ شيئًا ما حدث منحنى الله من خلاله استنارة من الداخل وأدبني. لقد وُبِّختُ من الداخل، وكنتُ في غاية الخزي، وشعرتُ دائمًا بخذلاني لله. وأن عليّ بعد ذلك أن أحيا حياة الكنيسة. وكلما زادت مشاركتي لأخوتي وأخواتي، زاد شعوري بعدم قدرتي على النجاح من دون الله. عندما كنتُ معهم لم أشعر بأنني وحيد، وعندما جلست في غرفة بمفردي، شعرت بوحدة ووحشة، وشعرتُ بأن حياتي خاوية وتحولت أفكاري إلى الموت. لكن الآن بعد أن أصبحتُ في معية أخوتي وأخواتي، لم يجرؤ الشيطان على القيام بعمله، ولم أشعر بأنني وحيد. عندما رأيتُ مدى قوة حب أخوتي وأخواتي لله، دُهِشتُ، لذلك لازمتُ أخوتي وأخواتي دائمًا، فاختفت حالتي السلبية بطريقة طبيعية". عندما سمعوا ذلك شعروا بأن الصلاة في البيت عديمة الجدوى، وما زالوا يشعرون بأنه ليس ثمة محبة بين أخوتهم وأخواتهم، وأن حياتهم خاوية، وأن ليس لهم أحدٌ يعتمدون عليه، وأن الصلاة وحدها ليست كافية. إذا تواصلتَ معهم بهذه الطريقة، فسوف يكون لديهم طريقٌ به يمارسون. إذا كنتَ تشعر بأنك غير قادر على مساعدتهم، فبوسعك زيارتهم. ليس بالضرورة أن يقوم رئيس الكنيسة بهذا، فالقيام بهذا العمل مسؤولية كل أخ وأخت. إذا رأيتَ أخيك أو أختك في حالة سيئة، فينبغي أن تزره. هذه مسؤولية كل واحد منكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق