البرق الشرقي | كنيسة الله القدير | العفة الطاهرة التي يجب أن يمتلكها المؤمنون بالله
كلمات الله المتعلقة:
تشمل البشرية الطبيعية هذه الجوانب: البصيرة، والحس، والضمير، والشخصية. إن كنت تستطيع الوصول إلى الحالة العادية في كل من هذه النواحي، فسترقى بشريتك إلى المستوى الملائم. يجب أن يكون لديك مظهر إنسان عادي وأن تتصرف كمؤمن بالله. لا يتعين عليك تحقيق أرقامًا قياسية أو الانخراط في الدبلوماسية. عليك أن تكون إنسانًا عاديًا، تتمتع بحس شخص عادي، وقادرًا على تبيان الأمور، وتبدو على الأقل كإنسان عادي. سيكون هذا كافيًا. ... يرى عدد كبير من الناس أن العصر قد تغير، لذا فهم لا يتحلون بالتواضع والصبر، وقد لا يكون لديهم أي محبة أو حشمة الطهارة. هؤلاء الأشخاص سخيفون جدًا! هل يمتلكون الحد الأدنى من البشرية الطبيعية؟ هل لديهم أية شهادة يتحدثون عنها؟ لا يمتلكون أية بصيرة وإحساس على الإطلاق. بالطبع، يجب تصحيح بعض الجوانب المنحرفة والخاطئة في الممارسة لدى الناس، كالحياة الروحية الجامدة لديهم أو ظهور تخدّر أو حماقة من الماضي – يجب أن تتغير كل هذه الأمور. إنما التغيير لا يعني أن تفسد نفسك أو تنغمس في ملذات الجسد وتقول ما تشاء. فالكلام بلامبالاة لا يفيد! فالتصرف كإنسان عادي هو التحدث بتماسك: نعم يعني نعم، ولا يعني لا. كن صادقًا مع الوقائع وتحدث بطريقة ملائمة. لا تغش، ولا تكذب.
من "رفع المعيار هو لتلقي خلاص الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
في شخصيات البشر العاديين لا يوجد التواء أو غش، ويقيم الناس علاقات طبيعية بعضهم مع بعض، ولا يعيشون بمفردهم، كما أن حياتهم ليست متواضعة ولا مُنحلّة. وهكذا أيضًا يتعالى الله بين الجميع، وتتخلل كلماته بين البشر، ويعيش الناس في سلام بعضهم مع بعض وتحت عناية وحماية الله، وتمتلئ الأرض بالانسجام، دون تدخل الشيطان، ويحتل مجد الله أهمية قصوى بين الناس. مثل هؤلاء الناس هم كالملائكة: أطهار ونابضون بالحياة ولا يشتكون أبدًا من الله ويكرسون كل جهودهم فقط لمجد الله على الأرض.
من "تفسير القول السادس عشر" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
إن الطبيعة البشرية العادية التي يتم الحديث عنها ليست خارقة للطبيعة كما يتخيَّلها الناس، ولكنها قادرة على السموّ فوق قيود جميع الناس والأحداث والأشياء، والسموّ فوق قوى المحيط. كما أنّها قادرة على الدنوّ منّي والتواصل معي في مختلف الأمكنة والبيئات.
من "القول الخامس والخمسون" في "الكلمة يظهر في الجسد"
ثانيًا، عليكم أن تعرفوا أن الله يحب الإنسان الصادق. ... يعني الصدق أن تهب قلبك لله، وألا تكذب عليه أبدًا في أي شيء، وأن تنفتح عليه في كل شيء وألَّا تخفي الحق، وألَّا تقوم أبدًا بتصرّفاتٍ تخدع الذين هم أعلى منك وتضلِّل الذين هم أقل منك، وألَّا تقوم أبدًا بتصرّفاتٍ الهدف منها هو التودُّد إلى الله فحسب. باختصار، حتى تكون صادقًا، ابتعد عن النجاسة في أفعالك وأقوالك وعن خداع الله أو الإنسان.
من "الإنذارات الثلاثة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
لديّ الكثير من الآمال. أتمنى أن تتصرفوا تصرفات صحيحة وملائمة، وأن تكونوا مخلصين للوفاء بواجبكم، وأن تتمتعوا بالحق والإنسانية، وأن تكونوا أشخاصًا يستطيعون التخلي عن كل شيء وتقديم حياتهم لأجل الله، وهكذا. تأتي كل هذه الآمال بسبب عدم كفاءتكم وفسادكم وعصيانكم.
من "التعديات سوف تأخذ الإنسان إلى الجحيم" في "الكلمة يظهر في الجسد"
يظهر على الناس الذين يستخدمهم الله من الخارج وكأنهم غير عقلانيين وكأن ليس لديهم علاقات ملائمة مع الآخرين، مع أنهم يتحدثون بلياقة، ولا يتكلمون بلا مبالاة، ويمكنهم دائمًا أن يحتفظوا بقلب هادئ أمام الله. لكن شخص من هذا القبيل هو كافٍ ليستخدمه الروح القدس. يبدو هذا الشخص "غير العقلاني" الذي يتكلم الله عنه وكأنه لا يمتلك علاقات ملائمة مع الآخرين، وليس لديه حب خارجي أو ممارسات سطحية، ولكن يمكنه أن يفتح قلبه ويمدّ الآخرين بالإضاءة والاستنارة التي اكتسبها من خبرته الفعلية أمام الله عندما يتواصل في أمور روحية. هكذا يُعبّر عن حبه لله ويُرضي مشيئة الله. وعندما يُشهِّر به الآخرون ويسخرون منه، فإنه قادر على عدم الخضوع لسيطرة أشخاص أو أحداث أو أشياء خارجية، ويظل هادئًا أمام الله. يبدو مثل هذا الشخص وكأن لديه بصيرته الفريدة الخاصة به، فلا يترك قلبه الله أبدًا، بغض النظر عن الآخرين. عندما يتحادث الآخرون بمرح وهزل، فإنه يُبقي على قلبه أمام الله، متأملاً في كلمة الله أو مصليًا في صمت داخل قلبه إلى الله، طالبًا مقاصد الله. إنه لا يجعل من الحفاظ على علاقاته الصحيحة مع الآخرين نقطة التركيز الرئيسية. يبدو هذا الشخص وكأن ليس لديه فلسفة في الحياة. يظهر هذا الشخص من الخارج مُفعمًا بالحيوية وجديرًا بالتقدير وبريئًا، ولكنه يمتلك أيضًا حاسة الهدوء. هذه هي صورة الشخص الذي يستخدمه الله.
من "إقامة علاقة سليمة مع الله مهم جدًا" في "الكلمة يظهر في الجسد"
الناس الذين لديهم الحق هم أولئك الذين يستطيعون – في اختباراتهم الحقيقية – أن يصمدوا في شهادتهم، ويصمدوا في موقفهم، ويقفوا في جانب الله، دون أن يتراجعوا أبدًا، ويمكنهم أن يقيموا علاقة طبيعية مع الناس الذين يحبون الله، الذين، عندما تصيبهم أحداث، يقدرون على إطاعة الله طاعة تامة، بل ويمكنهم طاعة الله حتى الموت. إن ممارستك واستعلاناتك في الحياة الحقيقية هي شهادة لله، إنها حياة الإنسان وشهادة لله، وهذا حقًا هو التمتع بمحبة الله؛ عندما يكون اختبارك قد وصل إلى هذه النقطة، سيكون قد تحقق التأثير المطلوب. إنك تمتلك الحياة الفعلية وينظر الآخرون لكل فعل تفعله بإعجاب. فمظهرك عادي، ولكنك تحيا حياة من التقوى المطلقة، وعندما تقوم بإيصال كلام الله، فإنك تسترشد وتستنير به. إنك قادر على التحدث عن إرادة الله من خلال كلماتك، وإيصال الحقيقة، وفهم الكثير عن الخدمة في الروح. أنت صريح في كلامك، مهذب ومستقيم، وغير تصادمي وتتسم بالحشمة، وقادر على إطاعة ترتيبات الله والصمود في شهادتك عندما تصيبك الأشياء، وهادئ ووقور بغض النظر عمّا تتعامل معه. هذا النوع من الأشخاص قد رأى حقًا محبة الله. بعض الناس لا يزالون صغارًا، لكنهم يتصرفون كما لو كانوا شخصًا في منتصف العمر؛ فهم ناضجون، ويمتلكون الحق، ويُعجب بهم الآخرون – هؤلاء هم الأشخاص الذين لديهم شهادة، وهم تجلٍّ لله.
من "أولئك الذين يحبون الله سوف يعيشون إلى الأبد في نوره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
مقتطفات من عظات ومشاركات للرجوع إليها:
إن الشخص الذي يؤمن حقًا بالله سينفذ على الأقل هذه الجوانب الخمسة للحياة الروحية كل يوم: يقرأ كلمة الله، ويصلي لله، ويكون له شركة في الحق، ويرنِّم التراتيل والتسبيح، ويسعي إلى الحق في كل شيء. وإذا كنت تعيش أيضًا حياة الاجتماعات، ستستمتع استمتاعًا أكبر. إذا كان لشخص قدرة عامة على الاستقبال، بمعنى أنه يستطيع أن يفهم جيدًا مقاصد الله بعد قراءة كلمات الله بنفسه، فهو يستطيع أن يفهم الحق، ويعرف كيف يتصرف وفقًا للحق، ويمكن القول آنذاك إن هذا الشخص سينجح في إيمانه. أما إذا لم يكن الشخص يتمتع بهذا النوع من الحياة الروحية أو إذا كانت حياته الروحية غير صالحة إلى أقصى حد، وتوجد فقط من حين لآخر، فإن ذلك الشخص هو مؤمن مضطرب. ولا يمكن للمؤمنين المضطربين تحقيق نتائج طيبة من حيث أداء واجبهم. إن الإيمان بالله دون عيشa حياة روحية هو مجرد إظهار للمراءاة في الإيمان؛ لأن أشخاص من هذا القبيل لا يوجد الله في قلوبهم، ناهيك عن وجود أي خوف من الله. فكيف يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يشبهوا الإنسان الصالح؟
…………
توجد عشر نقاط يجب مراعاتها عند تطبيقها والتعمق فيها عندما يتعلق الأمر بالطريقة التي ينبغي أن يكون عليها الشخص الصالح:
1. اتبع آداب السلوك، واعرف القواعد، واحترم كبار السن وارع صغار السن.
2. عش وفقًا لنمط حياة صالح يكون مفيدًا لنفسك وللآخرين.
3. ارتد ملابس وقورة ومعتدلة؛ الملابس الغريبة أو الفاخرة ممنوعة.
4. لا تقترض المال لأي سبب من الأسباب من الإخوة أو الأخوات، ولا تستخدم أغراض أشخاص آخرين عرضًا.
5. يجب أن يكون للاتصال مع الجنس الآخر حدود؛ فيجب أن تكون التصرفات وقورة ومستقيمة.
6. لا تجادل الناس؛ تعلّم الاستماع إلى الآخرين بصبر.
7. حافظ على صحة جيدة، ولكن في ضوء الظروف الفعلية.
8. تمتع بتفاعلات وعلاقات سليمة مع الآخرين، وتعلّم احترام الناس ومراعاتهم، وليحب بعضكم بعضًا.
9. افعل ما بوسعك لمساعدة المحتاجين؛ لا تطلب أشياء أو تقبلها من أشخاص آخرين.
10. لا تدع الآخرين يخدمونك؛ لا تدع الآخرين يقومون بالعمل الذي ينبغي عليك القيام به بنفسك.
ينبغي أن تكون القواعد العشر المذكورة أعلاه الحد الأدنى الذي يتبعه جميع المؤمنين في حياتهم، ولأي شخص يخالف هذه القواعد شخصية ضعيفة. ويمكن أن تسمى هذه النقاط بقواعد أهل بيت الله، وأولئك الذين يخالفونها كثيرًا سيُنبذون بالتأكيد.
كما يحتاج كل أولئك الذين يسعون إلى الحق أن يتمثَّلوا بالصفات الشخصية الإيجابية العشر للقديسين القدماء. إن أولئك الذين يطبقون هذه القواعد ويحافظون عليها بانتظام سيحصدون بالتأكيد جزاءً شخصيًا عظيمًا. فهي مفيدة للغاية للبشر.
المبادئ العشرة التي تتوافق مع آداب القديسين:
1. نفذ عبادات روحية كل صباح من خلال الصلاة بكلمة الله وقراءتها لنحو نصف ساعة.
2. اسع إلى مقاصد الله في كل الأشياء كل يوم حتى تتمكن من تطبيق الحق بشكل أكثر دقة.
3. لتكن لك شركة مع كل مَنْ تتعامل معه، ولتتعلموا من نقاط قوة بعضكم بعضًا ولتعوضوا نقاط ضعف بعضكم بعضًا بحيث يمكنكم إحراز تقدم.
4. ليكن موقفك تجاه الحياة متفائلًا، ولترنِّم التراتيل والتسبيح كثيرا، واشكر نعمة الله.
5. لا تنشغل بالعالم الدنيوي؛ اقترب من الله في قلبك بانتظام ولا تتدخل في شؤون الآخرين.
6. احمل الحكمة في قلبك وابتعد عن الأماكن الشريرة والخطيرة.
7. لا تجادل الناس، وليكن لديك شركة في الحق، وتوافق مع الآخرين.
8. كن سعيدًا أن تفعل كل ما بوسعك لمساعدة الآخرين، وتخفف مخاوفهم، وتساعدهم في حل صعوبات الدخول في الإيمان بالله.
9. تعلّم كيفية إطاعة الآخرين، لا تتحكم في الناس أو تجبرهم؛ دع الناس يكتسبون فائدة ما في جميع الأمور.
10. اعبد الله في قلبك كثيًرا؛ اتركه يسود في كل الأشياء وأرضه في كل شيء.
المبادئ العشرة المذكورة أعلاه للحياة والطرق العشر للتوافق مع آداب القديسين هي كلها أشياء يستطيع الناس القيام بها. ويمكنهم تطبيقها ما داموا يفهمونها، وليس من الصعب إيجاد حل للمخالفة العرضية. وبطبيعة الحال، بعض الأفراد الذين إنسانيتهم ضعيفة جدًا هم الاستثناء.
من "الشركة من العُلا"
تشير الإنسانية الصالحة أساسًا إلى وجود ضمير وعقل وشخصية وكرامة. يتضمن الضمير والعقل إظهار الحِلْم، والتحلي بالصبر تجاه الآخرين والأمانة والحكمة في تفاعلاتك، والمحبة الحقيقية للإخوة والأخوات. هذه هي الخصائص الخمس التي ينبغي أن تحتوي عليها الإنسانية الصالحة.
الخصيصة الأولى هي وجود قلب حليم. بغض النظر عن الأخطاء التي نراها في إخواننا وأخواتنا، ينبغي لنا أن نعاملهم بشكل صحيح، معبرين عن التسامح والتفاهم. وينبغي لنا ألا نستبعدهم أو نعنفهم. عندما نرى عيوبًا أو فسادًا مكشوفًا في أشخاص آخرين، ينبغي لنا أن نضع في اعتبارنا أن هذه هي فترة عمل الله الخلاصي، لذلك من الطبيعي أن يكشف شعب الله المختار الفساد، وينبغي لنا أن نكون متفهمين. وبصرف النظر عن ذلك، نحتاج إلى النظر في فسادنا؛ إننا لا نكشف بالضرورة عن فساد أقل من فساد الآخرين. يجب أن نعامل إعلانات الفساد للآخرين بالضبط مثلما نتعامل مع إعلانات فسادنا. وبهذه الطريقة يمكن أن نتمتع بالحِلْم تجاه الآخرين. إذا لم تستطع أن تكون متسامحًا مع الآخرين فهذا يعني أنه توجد مشكلة في عقلك؛ كما يظهر أنك لا تفهم الحق ولا تعرف عمل الله. وماذا يعني عدم معرفة عمل الله؟ إنه ليس إدراك أن عمل الله لم يقترب من نهايته بعد، وأن الإنسان لا يزال يعيش في فترة عمل الله الخلاصي، أي لم نُكَّمل. لذلك، سيكشف حتمًا كل شخص فسادًا. يسعى الجميع الآن بشكل صحيح إلى الحق، وفهم فسادهم، واختبار كلمة الله. الجميع في فترة التعمق في الحق ولم يقتنوا بعد الحق بشكل كامل. وفقط عندما يقتني الناس الحق، ستبدأ شخصية حياتهم في التغير. وعندما يفهم الناس هذه النقطة، سيكون لديهم عقل شخص صالح، وبعد ذلك سوف يعاملون الآخرين بعقلانية. إذا افتقر الناس إلى العقل، فلن يعاملوا أي شخص بعقلانية.
الخصيصة الثانية هي ممارسة الصبر مع الآخرين. وببساطة لا يكفي كونك حليمًا؛ يجب عليك أيضًا أن تكون صبورًا. أحيانًا يمكنك أن تتمتع بالحلم والفهم، ولكن حتمًا، سيفعل أخ معين أو أخت معينة شيئًا قد يجرحك أو يسيء إليك. وفي ظل هذه الظروف، تكون شخصية الإنسان الفاسدة عرضة للغضب المفاجئ، لأننا جميعًا نحب القتال من أجل كبريائنا والدفاع عنه، ونحن جميعًا أنانيّون ومختالون. لذلك إذا قال أحدهم شيئًا يجرحك أو فعل شيئًا تشعر أنه مسيء، ينبغي لك أن تكون صبورًا. ويتضمن أيضًا نطاق العقل الصبر بداخله. لن ينمو الصبر لدى الناس إلا إذا كان لديهم عقل. لكن كيف نتحلى بالصبر؟ إذا كنت تريد التحلي بالصبر تجاه الآخرين، فعليك أولاً الوصول لفهمهم، بمعنى أنه بغض النظر عمَنْ يقول شيئًا ما يجرحك، فينبغي لك أولاً أن تدرك هذا: "جرحتني كلماته. بدا ما قاله فاضحًا لعيوبي وبدا أنه يستهدفني. إذا كانت كلماته تستهدفني، فماذا يقصد بها؟ هل يحاول أن يؤذيني؟ هل يراني عدوًا له؟ هل يكرهني؟ هل ينتقم مني؟ لم أسيء إليه، لذا فإن الإجابة عن هذه الأسئلة لا يمكن أن تكون نعم." وبما أن هذا هو الحال، فبغض النظر عما قاله هذا الأخ أو الأخت، لم تكن نواياه أو نواياها جرحك أو معاملتك كعدو له. هذا أمر أكيد. عندما قال هذه الكلمات كان يعبر ببساطة عما يفكر به شخص عادي، كان يشارك في الحق، أو كان يناقش المعرفة، أو كان يكشف فساد أشخاص، أو كان يقر بحالة فساده الخاص؛ لم يقصد بالتأكيد أن يستهدف أي فرد معين. قدِّم أولًا فهمًا، ويمكن آنذاك أن يتبدد غضبك، ويمكنك آنذاك أن تحرز الصبر. سيسأل البعض: "إذا هاجمني أحدهم واستهدفني عن قصد، وقال عمدًا هذه الأشياء لتحقيق غرض ما، فكيف يمكنني أن أتحلى بالصبر؟" إليك الطريقة التي ينبغي لك بها أن تكون صبورًا: "حتى إذا هاجمك شخص ما عمدًا، فينبغي لك أن تظل صبورًا. هذا لأنه أخي أو لأنها أختي وليس عدوي أو ليست عدوتي، وبالتأكيد ليسا الشيطان إبليس. ومن المحتم أن الإخوة والأخوات سيكشفون فسادً ما وأنه سيكون لديهم نوايا معينة في قلوبهم. وهذا أمر طبيعي. ينبغي لي أن أفهم، وأن أتعاطف، وأن أتحلى بالصبر." ينبغي لي أن أفكر في الأمر بهذه الطريقة، ثم أصلي لله وأقول: "يا إلهي، شخصٌ ما جرح للتو كبريائي. لا يمكنني أن أقبل إراقة ماء وجهي؛ أريد دائمًا أن أفقد صوابي وأعنفهم. وهذا حقًا هو إعلان فساد. اعتدت أن أظن أنني أحببت الآخرين، لكن الآن بعد أن طعنتني كلمات شخص ما في القلب، لا أستطيع تقبل الأمر. أريد أن أرد اللطمة. أريد أن أنتقم. أين محبتي؟ أليس هذا كله مجرد كراهية؟ لا أزال أحمل كراهية في قلبي! يا الله، إن الطريقة التي ترحمنا بها وتغفر لنا بها مخالفتنا هي كيف ينبغي لنا أن نرحم الآخرين. وينبغي لنا ألا نحمل ضغائن ضد الآخرين. يا الله، أرجوك أن تحميني، لا تترك طبيعتي تغضب فجأةً. أتمنى أن أطيعك وأن أعيش في محبتك. في كل شيء نفعله، نتمرد على المسيح والله ونقاومهما أكثر مما يجب، لكن المسيح لا يزال صبورًا معنا. ينفذ الله هذه المرحلة من عمله بصبرٍ ومحبةٍ بالغين. كم من المعاناة والإهانة والوشاية اضطر المسيح أن يتحمل؟ إذا كان المسيح قادرًا على التحلي بالصبر، فإن القليل من الصبر الذي نحتاج إليه هو لا شيء! صبرنا فارغ بشكل لا يصدق مقارنةً بصبر المسيح ..." ما أن تصلي بهذه الطريقة، سوف تشعر أنك فاسد للغاية، وتافه للغاية، وتفتقر للغاية إلى القامة، وذلك هو الوقت الذي سيُطفأ فيه غضبك. وبتلك الطريقة يمكنك إحراز الصبر.
الخصيصة الثالثة هي معاملة الناس بالأمانة. تعني الأمانة مع الناس أنه بغض النظر عما نفعله، سواء كان مساعدة الآخرين أو خدمة إخواننا وأخواتنا أو الشركة في الحق، فعلينا أن نتحدث من القلب. إضافةً إلى ذلك، إذا لم تفعل ذلك، فلا تعظ به. عندما يحتاج الإخوة والأخوات إلى مساعدتنا، فينبغي لنا أن نساعدهم. وأيًا كان الواجب الذي نحتاج إلى الوفاء به، فينبغي لنا أن نفي به. كن حقيقيًا، لا تكن زائفًا أو مدعيًا. ... بطبيعة الحال، يتطلب كونك شخصًا أمينًا القليل من الحكمة عند التعامل مع أفراد معينين. إذا رأيت أن شخصًا ليس جديرًا بالاعتماد عليه لأن فساده عميق للغاية، إذا لم تستطع أن تعرفه ولم تعرف ما الذي قد يفعله، فأنت تحتاج إلى توظيف الحكمة والإحجام عن إخباره بكل شيء. يتطلب أن تكون شخصًا أمينًا مبادئً. لا تتحدث عشوائيًا عن أشياء لا ينبغي لك أن تتحدث عنها. إضافةً إلى ذلك، يتطلب أن تكون شخصًا أمينًا التحدث بالعقل واللياقة. يصر بعض الناس على ممارسة الأمانة وفتح قلوبهم لشخص ما بغض النظر عن مدى انشغاله. كيف يكون ذلك ممارسة منك للأمانة؟ أليس هذا حُمقًا؟ لا يعني أن تكون شخصًا أمينًا أن تكون أحمقًا. إن الأمر يتعلق بكونك ذكيًا وبسيطًا ومنفتحًا وغير مخادع. يجب أن تكون صالحًا وعقلانيًا. تُبنى الأمانة على أساس العقل. هذا هو ما يعنيه أن تكون أمينًا عند التعامل مع الناس، وأن تكون شخصًا أمينًا. بطبيعة الحال، فإن أهم شيء في كونك شخصًا أمينًا هو أن تكون أمينًا مع الله. ألن تكون مشكلة كبيرة إذا كنت شخصًا أمينًا فقط أمام الآخرين، لكنك لست أمينًا أمام الله وتخدعه؟ إذا سعيت إلى أن تكون أمينًا أمام الله، فستصبح بصورة طبيعية أمينًا أمام الآخرين. إذا لم تستطع فعل ذلك أمام الله، فلن تستطيع فعل ذلك أمام الآخرين. وبغض النظر عن أي جانب من جوانب الحق أو الشيء الإيجابي الذي تتعمق فيه، فيجب عليك أولاً أن تفعله أمام الله. وما أن تحقق نتائج أمام الله، فستكون بصورة طبيعية قادرًا أن تعيش بحسبه أمام الآخرين. لا تجهد نفسك في القيام بهذا أو ذاك أمام الآخرين، ولكن آنذاك افعل بحرية ما تشاء أمام الله. لن يكون ذلك مقبولًا تمامًا. الأهم هو أن تفعل الأمر أمام الله، الذي يختبر البشرية ويفتش في قلوبهم. إذا استطعت اجتياز هذا الاختبار أمام الله، فأنت تمتلك الحقيقة. إذا لم تستطع اجتياز هذا الاختبار أمام الله، فأنت لا تمتلك الحقيقة – هذا هو مبدأ ممارسة الحق.
الخصيصة الرابعة هي وجود الحكمة في تفاعلاتك. يقول بعض الناس: "هل يتطلب الانسجام مع الإخوة والأخوات حكمة؟" نعم، يتطلب ذلك، لأن توظيف الحكمة أكثر فائدة لإخوانك وأخواتك. سيسأل البعض: "أليس توظيف الحكمة مع الإخوة والأخوات مكرًا؟" الحكمة ليست مكرًا. بالأحرى، هي نقيض المكر. إن توظيف الحكمة يعني الانتباه إلى الطريقة التي تتحدث بها مع الإخوة والأخوات عندما تكون قامتهم صغيرة، في حالة عدم تمكنهم من قبول ما تقوله. أيضا، بالنسبة لأولئك الذين لهم قامة صغيرة، لا سيما أولئك الذين لا يملكون الحق، الذين يكشفون فسادً ما ولديهم شخصيات فاسدة، إذا كنت بسيطًا للغاية ومنفتحًا وأخبرتهم بكل شيء، فقد يكون من السهل عليهم أن ينتقدوك في شيء أو أن يستغلونك. لذا، يجب عليك أن تتخذ بعض الاحتياطات تقريبًا أو أن تتبنى أسلوب ما عند التحدث. ومع ذلك، فإن الحرص مع الناس لا يعني عدم مساعدتهم أو عدم وجود محبة لهم – يعني فقط عدم إخبارهم على الفور ببعض الأشياء المهمة عن أهل بيت الله، وتوصيل الحق ببساطة إليهم. إذا احتاجوا إلى معونة روحية في الحياة، وإذا احتاجوا إلى غذاء الحق، فعلينا أن نفعل كل شيء في قدرتنا لإشباعهم في هذا الصدد. ولكن إذا كانوا يستفسرون عن هذا وذاك عن أهل بيت الله، أو هذا وذاك عن القادة والعمال، فلا داعي أن تخبرهم. إذا أخبرتهم، فمن المحتمل أن يسربوا هذه المعلومات وسيؤثر هذا على عمل أهل بيت الله. بعبارة أخرى، إذا كان هذا أمرًا لا ينبغي لهم أن يعرفوه أو لا يحتاجون إلى معرفته، فلا تدعهم يعرفونه. إذا كان شيئًا يجب أن يعرفوه، فافعل كل ما بوسعك لإبلاغهم، بصورة ملموسة ودون تحفظ. إذًا ما هي الأشياء التي يجب أن يعرفوها؟ السعي إلى الحق هو ما ينبغي للناس أن يعرفوه: ما الحقائق التي ينبغي لهم أن يتجهزوا بها، وما هي جوانب الحق التي ينبغي لهم أن يفهموها، وما هي الواجبات التي ينبغي لهم الوفاء بها، وما هي الواجبات المناسبين للوفاء بها، وكيف ينبغي لهم الوفاء بتلك الواجبات، وكيف يعيشون بحسب الإنسانية الصالحة، وكيف يعيشون حياة الكنيسة – هذه كلها أشياء ينبغي للناس أن يعرفوها. من ناحية أخرى، لا يمكن الإفصاح عن قواعد أهل بيت الله ومبادئهم، وعمل الكنيسة، ومواقف إخوانك وأخواتك بصورة عرضية إلى الغرباء أو إلى غير المؤمنين في عائلتك. وهذا هو المبدأ الذي يجب الالتزام به عندما نوظف الحكمة. يجب على سبيل المثال ألا تتحدث أبدًا عن أسماء قادتك أو مكان سكنهم. إذا تحدثت عن هذه الأشياء، فأنت لا تعرف أبدًا متى قد تصل هذه المعلومات إلى آذان غير المؤمنين، ويمكن أن تصبح مشكلة كبرى إذا انتقل ذلك إلى بعض الجواسيس أو العملاء السريين الأشرار. يتطلب هذا الأمر حكمة، وهذا هو السبب في أنني أقول إن وجود الحكمة أمر بالغ الأهمية. إضافةً إلى ذلك، عندما تكون بسيطًا ومنفتحًا، توجد أشياء خاصة معينة لا يمكنك إخبار أي شخص فحسب بها. عليك أن تحكم على قامة إخوانك وأخواتك لترى بعد أن تخبرهم ما إذا قد يكونون فُجَّارًا ويمزحون عما تقوله، مما يثير المشاكل لك بعد انتشار ما أخبرتهم به، ويلحق الضرر بنزاهتك. وهذا هو السبب في أن البساطة والانفتاح يتطلبان أيضًا الحكمة. هذا هو المعيار الرابع الواجب توافره في الإنسانية الصالحة – أن يكون لديك حكمة في تفاعلاتك.
الخصيصة الخامسة هي أن توجد محبة حقيقية للإخوة والأخوات الذين يؤمنون حقًا بالله. ينطوي هذا على القليل من الرعاية والمعونة الفعلية وروح الخدمة. يجب أن يكون لنا شركة بصورة خاصة أكثر مع أولئك الإخوة والأخوات الذين يسعون إلى الحق، ونمدهم بغذاء روحي أكثر. لا يهم إذا كانوا مؤمنين جدد أو إذا كانوا مؤمنين لعدة سنوات. يوجد مبدأ معين واحد لحياة الكنيسة: اهتم اهتمامًا خاصًا بأولئك الذين يسعون إلى الحق. شاركهم أكثر، وامنحهم غذاءً روحيًا أكثر، واروهم أكثر حتى تصلهم المعونة في أسرع وقت ممكن، مما يسمح لهم بالنمو في حياتهم بأسرع ما يمكنهم. أما بالنسبة لأولئك الذين لا يسعون إلى الحق، إذا أصبح من الواضح أنهم لا يحبون الحق بعد فترة الإرواء، فلا حاجة لبذل جهدًا كبيرًا للغاية عليهم. وليس ضروريًا لأنك نفذت بالفعل كل شيء ممكن إنسانيًا. ويكفي أنك قد وفيت بمسؤوليتك. ... تحتاج إلى أن تعرف مَنْ الذي ينبغي لك أن تركز عملك عليه. هل سيُكمِّل الله مَنْ لا يسعون إلى الحق؟ إذا لم يفعل الروح القدس ذلك، فلماذا يواصل الناس السعي إليه بشكل أعمى؟ أنت لا تفهم عمل الروح القدس، ومع ذلك فأنت دائمًا واثق في نفسك – أليس ذلك غباءً وجهلًا بشريًا؟ لذلك، قدِّم عونًا أكثر للإخوة والأخوات الذين يسعون حقًا إلى الحق، لأنهم أهداف خلاص الله والمختارين الذين سبق فعينهم. إذا كان لنا غالبًا شركة في الحق مع هؤلاء الناس بقلب واحد وعقل واحد ودعمنا وقدمنا الغذاء الروحي لبعضنا بعضًا، سنحقق في النهاية جميعًا الخلاص. إنك تخون مشيئة الله إذا لم تنضم إلى هؤلاء الناس. … أولئك الذين داخل الكنيسة الذين يملكون إنسانية صالحة ينبغي لهم أن يضعوا أنفسهم وسط أولئك الذين يسعون إلى الحق ويتفاعلون معهم بانسجام، ومن خلال السعي إلى الحق يبذلون أنفسهم تدريجيًا لله بقلب واحد وعقل واحد. بتلك الطريقة، سيُخلّص أولئك الذين يسعون إلى الحق وستُخلّص أنت أيضًا، لأن الروح القدس يعمل وسط أولئك الذين يسعون إلى الحق. …
الشركة التي عرضناها بالفعل تتناول الجوانب الخمسة التي يجب أن تكون موجودة في الإنسانية الصالحة. إذا كنت تتمتع بكل هذه الخصائص الخمس، فسوف تكون قادرًا على التفاعل بانسجام مع إخوانك وأخواتك، وتعثر على مكانك داخل الكنيسة، وتفي بواجبك على قدر استطاعتك.
من "كيفيّة بناء حياة الكنيسة ومعنى بناء حياة الكنيسة" في كتاب "عظات ومشاركات عن الدخول إلى الحياة (1)"
الالتوصية ذات الصلة :حين ترى جسد يسوع الروحاني وقتها يكون الله قد صنع سماءً جديدة وأرضًا جديدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق