البرق الشرقي | كنيسة الله القدير | لماذا يقال أن تجسُّدي الله يكملان أهمية التجسُّد؟
آيات الكتاب المقدس للرجوع إليها:
"هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ" (العبرانيين 9: 28).
"فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ" (يوحنا 1: 1).
كلمات الله المتعلقة:
كان الغرض من التجسّد الأول هو فداء الإنسان من الخطيئة، فدائه من خلال جسد يسوع، أي أنَّه خلّص الإنسان من الصليب، ولكن الشخصية الشيطانيَّة الفاسدة لا تزال بداخل الإنسان. لم يعد التجسّد الثاني بمثابة ذبيحة خطيئة بل الهدف منه هو خلاص أولئك الذي نالوا الفداء من الخطيئة خلاصًا كاملًا. هذا يتم حتى يمكن لمَن نالوا الغفران أن يخلصوا من خطاياهم ويصيروا أطهارًا بصورة كاملة، ومن خلال إحرازهم تغييرًا في شخصيتهم، يتحرَّروا من تأثير ظلمة الشيطان ويعودوا أمام عرش الله. بهذه الطريقة فقط يمكن للإنسان أن يتقدس بالتمام. بعدما انتهى عصر الناموس، بدأ الله عمل الخلاص في عصر النعمة، الذي يستمر حتى الأيام الأخيرة، عندما يقوم الله، من خلال إدانة الجنس البشري وتوبيخه على تمرّده، بتطهير البشريّة تطهيرًا كاملًا. وحيئئذٍ فقط سيختتم الله عمل الخلاص ويدخل إلى الراحة. لذلك، في مراحل العمل الثلاث، صار الله جسدًا مرتين فقط لينفذ عمله بين البشر بنفسه. هناك مرحلة واحدة من الثلاث مراحل عمل تقود البشر في حياتهم، بينما المرحلتان الأخرتان هما عمل الخلاص. فقط إن صار الله جسدًا، يمكنه أن يعيش جنبًا إلى جنب مع الإنسان، ويختبر آلام العالم، ويعيش في جسد عادي. فقط من خلال هذه الطريقة يمكنه أن يعول البشر خليقته بكلمة عملية يحتاجون إليه. ينال الإنسان الخلاص الكامل من الله بسبب الله المتجسد، وليس مباشرةً من خلال صلواتهم إلى السماء. لأن الإنسان مخلوق من جسد؛ فهو غير قادر على رؤية روح الله وبالأقل الاقتراب منه. كل ما يمكن أن يرتبط به الإنسان هو جسم الله المُتجسّد؛ فقط من خلاله يمكن للإنسان أن يفهم كل الكلمات وكل الحقائق، وينال خلاصًا كاملاً. التجسد الثاني يكفي للتخلص من خطايا الإنسان وتطهيره بالتمام. لذلك، سيُنهي التجسد الثاني كل عمل الله في الجسد ويكمل مغزى تجسد الله.
عندما كان يسوع يقوم بعمله، كانت معرفة الإنسان بيسوع لا تزال مبهمة وغير واضحة. آمن الإنسان دائمًا أنه ابن داود وأعلن أنه نبي عظيم وسيد خيِّر قد فدى الإنسان من خطاياه. وعلى أساس الإيمان نال البعض الشفاء فقط من خلال لمس هدب ثوبه؛ استطاع الأعمى أن يرى وحتى الميت استعاد الحياة. ومع ذلك لم يستطع الإنسان اكتشاف الشخصية الشيطانية الفاسدة المتأصلة بعمق داخله ولا عرف كيف يتخلص منها. نال الإنسان الكثير من النعمة، مثل سلام وسعادة الجسد، وبركة أسرة كاملة على أساس إيمان شخص واحد، وشفاء مرض، وخلافه. كانت البقية هي أعمال الإنسان الصالحة ومظهره التقي؛ إن استطاع إنسان أن يحيا مثل هذا، فكان يُعد مؤمنًا صالحًا. مؤمنون مثل هؤلاء فقط هم من بإمكانهم دخول السماء بعد الموت، ما يعني أنهم نالوا الخلاص. ولكن في حياتهم لم يفهموا طريق الحياة على الإطلاق. لقد كانوا يرتكبون خطايا، ثم يعترفون بها في دورة مستمرة دون أي مسار باتجاه شخصية متغيرة؛ كانت هذه هي حالة الإنسان في عصر النعمة. هل نال الإنسان خلاصًا كاملاً؟ لا! لذلك بعد اكتمال هذه المرحلة، لا يزال هناك عمل الدينونة والتوبيخ. تطهِّر هذه المرحلة الإنسان بواسطة الكلمة، ومن ثمّ تهبه طريقًا ليتبعه. لا يمكن أن تكون هذه المرحلة مثمرة وذات مغزى، لو أنها استمرت في طرد الأرواح الشريرة، لأن طبيعة الإنسان الخاطئة لن يتم التخلص منها وسيقف الإنسان عند غفران الخطايا فقط. من خلال ذبيحة الخطية، نال الإنسان غفران خطاياه، لأن عمل الصلب قد انتهى بالفعل وقد غلب الله إبليس. لكن شخصية الإنسان الفاسدة تظل بداخله ولا زال الإنسان يخطئ ويقاوم الله؛ لم يربح الله البشرية. لهذا السبب في هذه المرحلة من العمل يستخدم الله الكلمة ليكشف عن طبيعة الإنسان الفاسدة وليطلب من الإنسان الممارسة وفقًا للطريق الصحيح. هذه المرحلة ذات مغزى أكثر من سابقتها وأكثر إثمارًا أيضًا، لأن الآن الكلمة هي التي تدعم حياة الإنسان مباشرةً وتمكن شخصية الإنسان من أن تتجدد بالكامل؛ هذه المرحلة من العمل أكثر شمولية. لهذا فإن التجسد في الأيام الأخيرة قد أكمل أهمية تجسد الله وأنهى بالكامل خطة تدبير الله لخلاص الإنسان.
من "سر التجسد (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
لم يكمل الله عمل التجسُّد في التجسُّد الأول؛ إنه لم يكمل سوى الخطوة الأولى من العمل والتي كان من الضروري أن يقوم الله بها في الجسد. لذلك، لكي ينهي عمل التجسُّد، عاد الله للجسد من جديد، وعاش كل ما هو حقيقي وطبيعي للجسد، أي أنه جعل كلمة الله ظاهرًا في جسد عادي وطبيعي للغاية وأنهى من خلاله العمل غير المُتمَّم في الجسد. التجسُّد الثاني في الجسد مشابه في جوهره للأول، ولكنه حقيقي وعادي بدرجة أكبر من التجسُّد الأول. ونتيجة لذلك، المعاناة التي يتحملها الجسد المُتجسِّد الثاني أعظم من الأول، ولكن كانت هذه المعاناة نتيجة لخدمته في الجسد وهي تختلف عن معاناة الإنسان الفاسد. هي أيضًا تنبع من الطبيعة الحقيقية والعادية اللتين لجسده. لأنه يؤدي خدمته في جسد حقيقي وعادي تمامًا، فيجب على الجسد أن يتحمل قدرًا كبيرًا من المشقات. كلما كان الجسد طبيعيًّا وحقيقيًا، عانى المزيد في أداء خدمته. يعمل الله في جسد عادي للغاية، جسد غير فائق للطبيعة على الإطلاق. ولأن جسده عادي يجب عليه أيضًا أن يتحمل مسؤولية عمل خلاص الإنسان، ويعاني بمقدار أعظم من الجسد الفائق للطبيعة؛ كل هذه المعاناة ناشئة من طبيعة جسده الحقيقية. من المعاناة التي اجتاز فيها الجسدان أثناء أداء خدماتهما، يمكن للمرء أن يرى جوهر الجسد المُتجسِّد. كلما كان الجسد عاديًا، عَظُمت المشقات التي ينبغي عليه تحملها أثناء أداء العمل؛ وكلما كان الجسد الذي ينفذ العمل حقيقيًا، زادت قسوة الأفكار التي تراود الناس، وكثرت الأخطار التي قد تلحق به. ومع ذلك، كلما كان الجسد حقيقيًا، وكلما كانت له احتياجات وعقل كامل لإنسان عادي، كان قادرًا على تولي عمل الله في الجسد. إنه جسد يسوع هو ما سُمر على الصليب، الجسد الذي قدَّمه كذبيحة خطية؛ من خلال جسد له طبيعة بشرية عادية هزم إبليس وخلّص الإنسان على الصليب خلاصًا تامًا. وهكذا يؤدي الله كجسد كامل في تجسُّده الثاني عمل إخضاع إبليس وهزيمته. لا يمكن إلا للجسد العادي والحقيقي تمامًا أداء عمل الإخضاع في كليته وتقديم شهادة قوية. أي أن عمل[1] إخضاع الإنسان أصبح فعالاً من خلال طبيعة الله الحقيقية في الجسد، وليس من خلال المعجزات والإعلانات الخارقة للطبيعة. إن خدمة هذا الإله المُتجسِّد هي التكلم، ومن خلال التكلم يخضع الإنسان ويُكمِّله؛ بمعنى آخر، عمل الروح الحالّ في الجسد، أي واجب الجسد، هو التحدث ومن خلال التحدث يُخضع الإنسان ويكشفه ويُكمِّله ويبيده بالتمام. وهكذا، سوف يتحقق عمل الله في الجسد على أكمل وجه في عمل الإخضاع. لم يكن العمل الفدائي الأوليّ سوى بداية عمل التجسد؛ الجسد الذي يؤدي عمل الإخضاع سيُكْمل العمل الكليّ للتجسد. في تصنيف الجنس، هناك ذكر وهناك أنثى، وفي هذا قد اكتمل معنى تجسُّد الله. هذا المعنى يزيل سوء فهم الإنسان عن الله: يمكن أن يصير الله ذكرًا وأنثى، والله المُتجسِّد في جوهره بلا جنس. خلق الله الرجل والمرأة، ولم يميِّز بين الجنسين. في هذه المرحلة من العمل، لا يقوم الله بعمل آيات وعجائب، لذلك فإن العمل سيحقق نتائجه من خلال الكلمات. إضافة إلى ذلك، عمل الله المتجسد هذه المرة ليس شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة، بل إخضاع الإنسان من خلال الكلام، أي أن القدرة الفطرية الموجودة لدى جسد الله المُتجسِّد هذا هي قول الكلمات وإخضاع الإنسان، وليس شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة. إن عمله في الطبيعة البشرية ليس صنع المعجزات ولا شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة، بل التكلُّم، ولذلك فإن الجسد المُتجسِّد الثاني يبدو للناس أنه عادي أكثر من الجسد الأول. لا يرى الناس أن تجسُّد الله أكذوبة؛ لكن هذا الإله المُتجسِّد يختلف عن يسوع المُتجسِّد، ومع أن كليهما هما الله المُتجسِّد، إلا أنهما ليسا متشابهين بالكامل. امتلك يسوع طبيعة بشرية عادية وطبيعية، لكن كانت تلازمه الآيات والعجائب. في هذا الإله المُتجسِّد، لن ترى العيون البشرية لا آيات ولا عجائب، ولا شفاء مرضى ولا طردًا للأرواح الشريرة، ولا مشيًا على المياه، ولا صومًا لأربعين يومًا... إنه لا يقوم بنفس العمل الذي قام به يسوع، ليس لأن جسده مختلف في جوهره عن جسد يسوع، بل لأن خدمته ليست شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة. هو لا يهدم عمله ولا يشوش عليه. وحيث أنه يُخضع الإنسان بكلماته الحقيقية، فلا حاجة أن يُخضعه بمعجزات، ولذلك فإن هذه المرحلة هي لتكميل عمل التجسد. الله المُتجسِّد الذي تراه اليوم هو جسد بالكامل، ولا يوجد فيه ما هو خارق للطبيعة. إنه يمرض كما يمرض الآخرون، ويحتاج إلى طعام وملبس مثلما يحتاج الآخرون، فهو جسد بالكامل. لو صنع الله المتجسد في هذا الوقت آيات وعجائب فائقة للطبيعة، ولو شفى مرضى وطرد أرواحًا شريرة، أو قتل بكلمة واحدة، فكيف يمكن تنفيذ عمل الإخضاع؟ كيف يمكن أن ينتشر العمل بين الأمم؟ كان شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة عمل عصر النعمة، كان أول خطوة من خطوات العمل الفدائي، والآن وبعد أن خلَّص الله الإنسان بالصليب، لم يعد ينفذ ذلك العمل. لو في الأيام الأخيرة ظهر "إله" مثل يسوع، يشفي المرضى، ويطرد الأرواح الشريرة، وصُلب من أجل الإنسان، فإن هذا "الإله"، ومع مطابقته لوصف الله في الكتاب المقدس وسهولة قبول الإنسان له، فلن يكون، في جوهره، جسدًا يلبسه روح الله، بل روح شريرة. لأن مبدأ عمل الله ألا يكرَّر أبدًا ما قد أكمله بالفعل. وعليه فإن عمل التجسُّد الثاني لله يختلف عن عمل التجسد الأول. في الأيام الأخيرة، يحقق الله عمل الإخضاع في جسد عادي وطبيعي؛ لا يشفي المرضى، ولن يُصلب من أجل الإنسان، بل ببساطة يقول كلمات في الجسد، ويُخضع الإنسان في الجسد. هذا الجسد هو وحده جسد الله المُتجسِّد؛ وهذا الجسد فحسب يمكنه إكمال عمل الله في الجسد.
من "جوهر الجسد الذي سكنه الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
لماذا أقول إن عمل التجسُّد لم يكتمل في عمل يسوع؟ لأن الكلمة لم يصر جسدًا كليّةً. فما فعله يسوع لم يكن إلا جزءًا من عمل الله في الجسد؛ قام فقط بعمل الفداء ولم يقم بعمل اقتناء الإنسان بالكامل. لهذا السبب صار الله جسدًا مرةً أخرى في الأيام الأخيرة. هذه المرحلة من العمل تتم أيضًا في جسد عادي، وبواسطة إنسان عادي للغاية، إنسان طبيعته البشرية ليست خارقة على الإطلاق. بمعنى آخر، قد صار الله إنسانًا كاملاً، وشخصًا هويته هي هوية الله، إنسانًا كاملاً، وجسدًا كاملاً يقوم بأداء العمل. للعين البشرية، هو مجرد جسد غير فائق على الإطلاق، إنسان عادي جدًّا يستطيع التحدث بلغة السماء، لا يُجري أية آيات خارقة، ولا يصنع معجزات، ولا حتى يكشف عن الحق الداخلي للدين في قاعات الاجتماعات الكبرى. إن عمل جسد التجسُّد الثاني يبدو للناس مختلفًا كليًّا عن الأول، لدرجة أنه يبدو أن الاثنين ليس بينهما أي شيء مشتركٍ، ولا يمكن أن يُرى عمل الأول في هذا الوقت. مع أن جسد التجسُّد الثاني يختلف عن الأول، فهذا لا يثبت أن مصدرهما ليس واحدًا. يعتمد تحديد ما إذا كان مصدرهما واحدًا من عدمه على طبيعة العمل الذي يقوم به الجسدان وليس مظهرهما الخارجي. أثناء المراحل الثلاث لعمل الله، تجسّد الله مرتين، وفي كل مرة منهم أسَّس عمل الله عصرًا جديدًا، وبدأ عملاً جديدًا؛ التجسّدان مكملان لبعضهما الآخر. من المستحيل للأعين البشرية أن تقول إن الجسدين جاءا من نفس المصدر. إن الأمر بطبيعة الحال يتجاوز قدرة العين البشرية أو العقل البشري. ولكن التجسّدين في جوهرهما متشابهان، لأن عملهما ينبع من نفس الروح. سواء أكان الجسدان المتجسِّدان ينشآن من نفس المصدر أم لا فإن هذا الأمر لا يمكن تمييزه بالعصر الذي ولدا فيه أو مكان مولديهما أو أية عوامل أخرى، بل بالعمل الإلهي المُعبر عنه من خلالهما. لا يؤدي جسد التجسُّد الثاني أي عمل قام به يسوع، لأن عمل الله لا يلتزم بتقليدٍ، ولكنه في كل مرة يفتتح طريقًا جديدًا. لا يهدف جسد التجسُّد الثاني إلى تعميق أو تقوية انطباع الجسد الأول في أذهان الناس، بل ليُتمِّمه ويُكمِّله ، وليُعمِّق معرفة الإنسان بالله، وليكسر جميع القواعد الموجودة في قلوب الناس، ويزيل الصور الوهمية عن الله من قلوبهم. يمكن أن يقال إنه لا توجد مرحلة واحدة من عمل الله يمكنها أن تعطي الإنسان معرفةً كاملةً عنه؛ كل مرحلة تعطي الإنسان جزءًا فقط وليس الكل. ومع أن الله قد عبَّر عن شخصيته تعبيرًا كاملاً، إلا أنه بسبب قدرات فهم الإنسان المحدودة، لا تزال معرفته عن الله ناقصة. من المستحيل التعبير عن شخصية الله بكليتها باستخدام اللغة البشرية؛ فكم بالأحرى يمكن لمرحلة واحدة من مراحل عمله أن تُعبِّر عن الله تعبيرًا كاملاً؟ إنه يعمل في الجسد تحت غطاء طبيعته البشرية، ولا يمكن للمرء إلا أن يعرفه من خلال تعبيرات لاهوته، وليس من خلال مظهره الجسدي. جاء الله في الجسد ليسمح للإنسان أن يعرفه من خلال عمله المتنوع، ولا تتشابه مرحلتان من مراحل عمله. بهذه الطريقة وحدها يمكن أن يمتلك الإنسان معرفة كاملة عن عمل الله في الجسد، معرفة غير مقصورة على وجه واحد.
من "جوهر الجسد الذي سكنه الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
لقد أتم يسوع مرحلة من عملٍ لم تحقق إلا جوهر "الكلمة كان عند الله": كان حق الله مع الله، وكان روح الله مع الجسد غير قابل للانفصال عنه، وهذا يعني أن جسد الله المتجسد كان مع روح الله، وهذا أعظم برهان على أن يسوع المتجسد كان هو أول تجسد لله. لقد حققت هذه المرحلة من العمل المعنى الداخلي لعبارة "الكلمة صار جسدًا"، كما أنها منحت عبارة "الكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله" معنى أعمق، وسمحت لك بأن تؤمن بقوة بعبارة "في البدء كان الكلمة". وهذا يعني، أن الله في وقت الخلق كان يملك الكلام، وكان كلامه عنده وكان غير منفصل عنه، ويُبيِّن العصر الأخير بوضوح أكبر قوة كلماته وسلطانها، ويسمح للإنسان بأن يرى كل كلامه، أي أن يسمع كل كلامه. ذلك هو عمل العصر الأخير. ... ما دام هذا هو عمل التجسد الثاني -والأخير- لله، فإنه يستكمل أهمية التجسد بصورة تامة، ويضطلع بدقة بكل عمل الله في الجسد ويعلنه، وينهي عصر وجود الله في الجسد.
من "الممارسة (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"
في عصر النعمة، لم يقم الله بعمل الكلمة، بل شرح ببساطة الصلب بهدف فداء البشرية كافة. لا يصف الكتاب المقدس إلا لماذا كان يجب على يسوع أن يصُلب، والآلام التي خضع لها على الصليب، وكيف يجب على الإنسان أن يُصلب من أجل الله. أثناء ذلك العصر كان كل العمل الذي قام به الله متمركزًا حول الصلب. أثناء عصر الملكوت، يتكلم الله المُتجسِّد بكلمات لإخضاع كل من يؤمنون به. هذا هو "الكلمة الظاهر في الجسد"؛ لقد أتى الله أثناء الأيام الأخيرة ليقوم بهذا العمل، أي أنه قد جاء لتتميم المغزى الفعلي للكلمة الظاهر في الجسد. إنه يتحدّث بالكلمات فحسب، ونادرًا ما يكون هناك إظهار للحقائق. هذا هو جوهر الكلمة الظاهر في الجسد، وحين يتكلم الله المتجسِّد بكلماته، يكون هذا هو إظهار الكلمة في الجسد، وهو الكلمة الآتي في الجسد. "في البَدءِ كانَ الكلِمَةُ، والكلِمَةُ كانَ عِندَ اللهِ، وكانَ الكلِمَةُ اللهَ، وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا". إن (عمل ظهور الكلمة في الجسد) هذا هو العمل الذي سيحققه الله في الأيام الأخيرة، وهو الفصل الأخير من خطة تدبيره بأكملها، ولذلك كان على الله أن يأتي إلى الأرض ويُظهر كلماته في الجسد. إن العمل الذي يجب أن يتحقق في النهاية، والذي يتضمَّن ما يُعمل اليوم، وما سيُعمل في المستقبل، وما سينجزه الله، ووجهة الإنسان الأخيرة، ومَن سيخلصون، ومَن سيُبادون، وخلافه، قد أُعلن كله بوضوحٍ، وكله بهدف تحقيق المغزى الفعلي للكلمة الظاهر في الجسد. إن الكلمات التي شملت الدستور والمراسيم الإدارية التي صدرت في السابق، ومَن سيُبادون، ومَن سيدخلون إلى الراحة يجب أن تتحقق جميعها. هذا هو العمل الذي يتمِّمه الله المُتجسِّد في الأساس في الأيام الأخيرة. إنه يعطي الناس أن يفهموا أين يوجد أولئك الذين سبق الله فعيّنهم وأين يوجد أولئك الذين لم يُعيّنهم الله، وكيف يُصنّف شعبه وأبناؤه، وما سيحدث لإسرائيل وما سيحدث لمصر في المستقبل، وستتحقق كل كلمة من هذه الكلمات. إن خطوات عمل الله تتسارع. يستخدم الله الكملة كوسيلة ليكشف للإنسان عمّا يُعمل في كل عصر، وما يُعمل من قبل الله المُتجسِّد في الأيام الأخيرة، وخدمته التي ستُؤدَّى، وهذه الكلمات جميعها بهدف تحقيق المغزى الفعلي للكلمة الظاهر في الجسد.
من "الكل يتحقق بكلمة الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
لقد أتى الله إلى الأرض في الأساس ليتمم حقيقة "الكلمة صار جسدًا" أي أنه أتى لكي تصدر كلماته من الجسد (ليس كما حدث في زمن موسى في العهد القديم، حين كان يتكلم الله مباشرةً من السماء). بعد هذا، كل كلمة من كلماته ستتم في عصر الملك الألفي، ستكون حقائق مرئية أمام أعين الناس، والناس سينظرونها بأم أعينهم بلا أدنى تفاوُت. هذا هو المعنى الأسمى لتجسد الله. أي أن عمل الروح سيتم من خلال الجسد، ومن خلال الكلمات. هذا هو المعنى الحقيقي "للكلمة صار جسدًا" و"ظهور الكلمة في الجسد". وحده الله هو مَنْ يمكنه التحدث بمشيئة الروح، ووحده الله في الجسد هو مَنْ يمكنه التحدث نيابةً عن الروح؛ كلمات الله تتضح في الله المتجسد، وهي ترشد الآخرين جميعًا. لا أحد يُعفى، جميع الناس موجودون داخل هذا النطاق. فقط من خلال هذه الأقوال يحصل الناس على المعرفة؛ ومَنْ لا يحصلون على الأقوال من هذا الطريق حالمون لو ظنوا أن بإمكانهم الحصول على الأقوال من السماء. هذا هو السلطان الظاهر من الله المتجسد؛ يجعل الكل يؤمنون. حتى أعظم الخبراء والرعاة المتدينون لا يمكنهم قول هذه الكلمات. ينبغي عليهم جميعًا الخضوع لها، ولن يقدر أحد على أن يقدم بدايةً أخرى. يستخدم الله الكلمات ليُخضِع الكون. ولن يفعل هذا من خلال جسمه المتجسد، بل من خلال استخدام أقوال من فم الله تصبح جسدًا لتُخضِع الناس كافة في الكون بأسره؛ هذه فقط هي الكلمة التي صارت جسدًا، وهذا فقط هو ظهور الكلمة في الجسد. ربما يبدو الأمر بالنسبة للناس أن الله لم يفعل الكثير من العمل، ولكن الله كان عليه أن ينطق كلماته للناس ليقتنعوا ويتأثروا بشكل كامل. بدون الحقائق، يصرخ الناس ويصيحون؛ وبكلمات الله، يستكينون. سيحقق الله هذا الواقع بالتأكيد، لأن هذه هي خطة الله الراسخة: تحقيق واقع وصول كلماته على الأرض.
من "لقد جاء المُلك الألفي" في "الكلمة يظهر في الجسد"
الله ليس فقط الروح القدس، ذلك الروح، الروح الذي تبلغ قوته سبعة أضعاف، والروح الذي يشمل الجميع، لكنه أيضًا شخص، شخص عادي، شخص عادي بصورة استثنائية. إنه ليس ذكرًا فحسب، بل أنثى أيضًا. إنهما متشابهان في ذلك؛ فكلاهما مولود للبشر، ينشأ التفاوت من أن أحدهما جاء نتيجة الحمل من الروح القدس والآخر مولود لبشر ولكن مستمد من الروح مباشرة. إنهما متشابهان في أن كليهما جسدين متجسدين لله ينفذان عمل الله الآب، والاختلاف بينهما أن أحدهما يقوم بعمل الفداء والآخر يقوم بعمل الإخضاع. كلاهما يمثلان الله الآب، لكن أحدهما رب الفداء ممتلئًا محبة ورحمة، والآخر إله البر ممتلئًا غضبًا ودينونة. أحدهما هو القائد الأعلى الذي يبدأ عمل الفداء، والآخر الله البار الذي يكمِّل عمل الإخضاع. أحدهما البدء، والآخر المنتهى. أحدهما جسد بلا خطيَّة، والآخر جسد يكمِّل الفداء ويستمر في العمل ولا يرتكب الخطيَّة أبدًا. كلاهما الروح نفسه، لكنهما يحلان في أجساد مختلفة وكل منهما يولد في أماكن مختلفة. وتفصل بينهما عدة آلاف من السنين. لكنهما يكملان بعضهما بعضًا في العمل ولا يتعارضان أبدًا، ويمكن التحدث عنهما في نَفَس واحد. كلاهما بشر، لكن أحدهما طفل صغير والأخرى طفلة رضيعة.
من "عندما يتعلق الأمر بالله، فحدثني عن فهمك" في "الكلمة يظهر في الجسد"
سواء أكان الله المُتجسِّد في هذه المرحلة يتحمل المشقات أم يؤدي خدمته، فإنه يفعل هذا لإكمال معنى التجسّد، لأن هذا هو تجسّد الله الأخير. يمكن لله أن يتجسّد مرتين فقط، ولا توجد مرة ثالثة. كان التجسُّد الأول ذكرًا، والتجسد الثاني أنثى، وبذلك تصبح صورة جسد الله مُكتملة في ذهن الإنسان؛ بالإضافة إلى هذا، أكمل التجسّدان بالفعل عمل الله في الجسد. المرة الأولى كان لله المُتجسِّد طبيعة بشرية لإكمال معنى التجسّد.وهذه المرة له أيضًا طبيعة بشرية، ولكن معنى هذا التجسُّد مختلف: إنه أعمق، وعمله أكثر أهمية. السبب وراء صيرورة الله جسدًا مرةً أخرى هو إكمال معنى التجسُّد. حين يكون الله قد أنهى بالكامل هذه المرحلة من العمل، سيكتمل المعنى الكامل للتجسُّد، أي عمل الله في الجسد، ولن يوجد المزيد من العمل الذي يُعمل في الجسد. أي أنه منذ الآن فصاعدًا لن يأتي الله مجددًا أبدًا في الجسد ليقوم بعمله.
من "جوهر الجسد الذي سكنه الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
(فِقرة مُختارة من كلمة الله)
التجسُّدان يُكمِّلان معنى التجسد
كل مرحلة من العمل الذي يقوم به الله لها أهميتها العملية. قديمًا عندما جاء يسوع، كان ذكرًا، لكن هذه المرة هو أنثى. من خلال هذا يمكنك أن ترى أن الله قد خلق الرجل والمرأة من أجل عمله، وهو لا يفرق بين الجنسين. عندما يأتي روحه، يمكنه أن يلبس أي نوع جسد حسب مشيئته وذلك الجسد سيمثله. سواء كان رجلاً أم امرأة، يمكن للجسد أن يمثل الله طالما أنه هو جسمه المتجسد. لو ظهر يسوع في صورة أنثى عندما أتى، أو بمعنى آخر، لو كان طفلة وليس طفلاً، هي التي حُبِلَ بها من الروح القدس، لكانت مرحلة العمل اكتملت بنفس الطريقة ذاتها. لو كان الحال كذلك، فإذًا مرحلة العمل الحالية كان يجب أن يكملها رجل، ولكن العمل كان سيكتمل كله بالمثل. العمل الذي يتم في كل مرحلة له أهمية مساوية؛ ولا يتم تكرار أية مرحلة من العمل ولا تتعارض مرحلة مع أخرى. في ذلك الوقت، عندما كان يقوم يسوع بعمله كان يُدعى "الابن الوحيد" وكلمة ابن تشير ضمنيًّا إلى الجنس المُذَكر. فلماذا إذًا الابن الوحيد ليس مذكورًا في هذه المرحلة؟ هذا لأن شروط العمل تطلبت تغييرًا في الجنس بخلاف الوضع مع يسوع. لا يفرق الله بين الجنسين. يقوم بعمله كما يحلو له، ولا يخضع لأية قيود أثناء أداء عمله، لكنه حر بصورة خاصة. مع ذلك، كل مرحلة من العمل لها أهميتها العملية الخاصة. صار الله جسدًا مرتين، ولا حاجة للقول إن تجسده في الأيام الأخيرة هو آخر مرة يتجسد فيها. لقد جاء ليكشف كل أعماله. لو لم يصر جسدًا في هذه المرحلة لكي يقوم بعمله بشكل شخصي لكي يشهده الإنسان، لكان الإنسان قد تمسك للأبد بفكر أن الله ذكر فقط، وليس أنثى. قبل هذا، آمنت كل البشرية أن الله ذكر فقط وأن الأنثى لا يمكن أن تُدعى الله، لأن البشرية كلها اعتبرت أن للرجل سلطة على المرأة. آمنت البشرية أن المرأة لا يمكنها أن تتقلد السلطة، بل الرجل فقط. وما زاد على ذلك، قالوا حتى إن الرجل هو رأس المرأة وأن المرأة يجب أن تطيع الرجل ولا يمكن أن تتخطاه. في الماضي، عندما كان يُقال إن الرجل هو رأس المرأة، كان هذا موجهًا لآدم وحواء اللذين خدعتهما الحية، وليس للرجل والمرأة كما خلقهما يهوه في البداية. بالتأكيد يجب على المرأة أن تطيع زوجها وتحبه، مثلما يجب على الزوج أن يتعلم كيف يعول ويدعم أسرته. هذه شرائع ومراسيم سنها يهوه ويجب على البشر الالتزام بها في حياتهم على الأرض. قال يهوه للمرأة: "اشْتِيَاقُكِ يَكُونُ لِزَوْجِكَ، وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ." قال هذا فقط لكي يستطيع البشر (أي كل من الرجل والمرأة) أن يعيشوا حياتهم الطبيعية تحت سيادة يهوه، وفقط لكي يكون لحياة البشر بنية ثابتة ولا تخرج خارج نطاق ترتيبها السليم. لذلك، وضع يهوه قواعد مناسبة عن كيفية سلوك الرجل والمرأة، لكن هذا كان يتعلق فقط بكافة المخلوقات الحية على الأرض ولم يكن له علاقة بجسم الله المتجسد. كيف يمكن أن يكون الله مثل خليقته؟ كانت كلماته موجهة فقط نحو البشرية التي خلقها؛ كان هدفها هو أن يحيا البشر الحياة الطبيعية التي أسس لها قواعد للرجل والمرأة. في البداية، عندما خلق يهوه البشر، خلق نوعين منهما، الذكر والأنثى؛ ولكن جسمه المتجسد كان يتم تمييزه أيضًا إما في صورة ذكر أو أنثى. لم يقرر عمله على أساس الكلمات التي قالها لآدم وحواء. المرتان اللتان صار فيهما جسدًا تم تحديدهما كليًّا وفقًا لفكره عندما خلق البشر لأول مرة، أي أنه أكمل عمل تجسديهِ بناءً على الذكر والأنثى قبل أن يفسدا. لو أخذ البشر الكلمات التي قالها يهوه لآدم وحواء اللذين أُغويا من الحية وطبقوها على عمل تجسد الله، أما كان ينبغي على يسوع أيضًا أن يحب زوجته؟ بهذه الطريقة، هل كان الله سيظل هو الله؟ ولو كان الأمر كذلك، هل سيظل قادرًا على إكمال عمله؟ لو كان من الخطأ أن يكون جسم الله المتجسد أنثى، ألم يكن أيضًا من الخطأ الفادح أن يخلق الله المرأة؟ لو أن الرجل ما زال يؤمن أنه من الخطأ أن يتجسد الله كأنثى، ألم يكن يسوع إذًا، الذي لم يتزوج ولذلك لم يكن قادرًا أن يحب زوجته، على نفس القدر من خطأ التجسد الحالي؟ حيث أنك تستخدم الكلمات التي قالها يهوه لحواء لتقيس حقيقة تجسد الله في اليوم الحالي، يجب عليك أن تستخدم الكلمات التي قالها يهوه لآدم لتدين الرب يسوع الذي صار جسدًا في عصر النعمة. أليسا نفس الشيء؟ حيث أنك تأخذ مقياس الرب يسوع وفقًا لمثال الذكر الذي لم تغويه الحية، فلا يجب عليك أن تدين حقيقة تجسد اليوم وفقًا للمرأة التي أغوتها الحية. هذا ظُلم! إن أصدرت هذا الحكم، فهذا يثبت أنك تجردت من أحاسيسك. عندما صار يهوه جسدًا مرتين، كان جنس جسده مرتبطًا بالرجل والمرأة اللذين لم تغويهما الحية؛ لقد صار جسدًا مرتين وفقًا للرجل والمرأة اللذين لم تغويهما الحية. لا يجب أن تظن أن ذكورة يسوع كانت هي نفسها ذكورة آدم الذي أغوته الحية. يسوع وآدم مختلفان تمامًا، وكلاهما ذكران من طبيعة مختلفة. بالتأكيد لا يمكن أن تثبت ذكورة يسوع أنه رأس كل النساء فقط وليس الرجال، أليس كذلك؟ أليس هو ملك اليهود كلهم (بما في ذلك الرجال والنساء)؟ إنه هو الله بذاته، وليس فقط رأس المرأة لكنه رأس الرجل أيضًا. إنه رب كل المخلوقات ورأسهم جميعًا. كيف يمكنك أن تحدد أن ذكورة يسوع هي رمز لرأس المرأة؟ ألا يكون هذا تجديفًا؟ يسوع ذكر لم يفسد. إنه هو الله؛ هو المسيح؛ هو الرب. كيف يمكنه أن يكون ذكرًا مثل آدم الذي فسد؟ يسوع هو جسد لبسه روح الله الأقدس. كيف يمكنك أن تقول إنه إله يملك ذكورة آدم؟ في تلك الحالة، ألا يكون كل عمل الله خاطئًا؟ هل كان يهوه قادرًا أن يُدمج ذكورة آدم الذي أُغوي بداخل يسوع؟ أليس تجسد الوقت الحالي هو مثال آخر على عمل الله المتجسد المختلف في الجنس عن يسوع ولكنه مشابه له في الطبيعة؟ هل ما زلت تجرؤ أن تقول إن الله المتجسد لا يمكن أن يكون أنثى، لأن المرأة أغوتها الحية أولاً؟ هل ما زلت تجرؤ أن تقول إن المرأة هي الأكثر نجاسة وهي مصدر فساد البشرية لذلك ليس من الممكن أن يصير الله جسدًا في صورة أنثى؟ هل لا زالت تجرؤ أن تصر على القول بإن "المرأة يجب أن تطيع دائمًا الرجل ولا يجب أن تظهر الله أو تمثله بصورة مباشرة"؟ لم تفهم في الماضي، لكن هل يمكنك أن تستمر الآن في التجديف على عمل الله، وبالأخص جسم الله المتجسد؟ إن كنت لا تستطيع أن ترى هذا بوضوح كامل، من الأفضل أن تراقب لسانك، خشيةَ أن تنكشف حماقتك وجهلك ويتعرى قبحك. لا تظن أنك تفهم كل شيء. أقول لك إن كل ما قد رأيته واختبرته غير كافٍ لتفهم ولو حتى جزءًا من ألف من خطة تدبيري. فلماذا إذًا تتصرف بكبرياء؟ قلة موهبتك ومعرفتك الضئيلة غير كافية ليستخدمها يسوع في حتى ثانية واحدة من عمله! ما هو كم الخبرة الذي لديك فعليًّا؟ كل ما رأيته وكل ما سمعته في حياتك وكل ما تخيلته أقل من العمل الذي أقوم به في لحظة! من الأفضل ألا تتصيد الأخطاء وتجدها! لا يهم كم قد تكون مغرورًا، أنت مجرد مخلوق أقل من نملة! كل ما تحمله داخل بطنك أقل مما تحمله النملة بداخل بطنها! لا تظن أنه لمجرد أنك حصلت على بعض المعرفة والأقدمية فإن هذا يعطيك الحق في الإيماء بشراسة والتكلم بغطرسة. أليست خبرتك وأقدميتك هي نتاج الكلمات التي قد نطقتها أنا؟ هل تؤمن أنك اشتريتها من خلال عملك وتعبك؟ اليوم، أنت رأيت أنني قد صرت جسدًا، وبناءً على هذا فقط صرتَ أنت مليئًا بهذه التصورات الغنية، وجمعت مفاهيم لا حصر لها منها. لو لم يكن من أجل تجسدي، حتى لو امتلكت مواهب غير عادية، لن يكون لديك العديد من التصورات؛ أو ليس من هذا قد جاءت مفاهيمك؟ لو لم يصر يسوع جسدًا في تلك المرة الأولى، هل كنت ستعرف حتى عن التجسد؟ أليس هذا بسبب أن التجسد الأول أعطاك المعرفة التي جعلتك تحاول بوقاحة الحكم على التجسد الثاني؟ لماذا بدلاً من أن تكون تابعًا مطيعًا، تخضع التجسد الثاني للدراسة؟ عندما دخلت إلى هذا التيار وجئت أمام الله المتجسد، هل سمح لك بأن تدرس هذا؟ من الجيد بالنسبة لك أن تدرس تاريخ عائلتك، لكن إن حاولت دراسة "تاريخ عائلة" الله، هل سيسمح لك إله اليوم أن تقوم بدراسة مثل هذه؟ ألستَ أعمى؟ ألا تجلب لنفسك الخزي؟
لو أن عمل يسوع تم فقط دون أن يتم تكميله من خلال عمل هذه المرحلة في الأيام الأخيرة، لظل الإنسان متمسكًا للأبد بفكرة أن يسوع وحده هو ابن الله الوحيد، أي أن لله ابنًا وحيدًا، وأن أي شخص يأتي فيما بعد باسم آخر لن يكون الابن الوحيد لله، فضلاً عن أنه لن يكون الله نفسه. يعتقد الإنسان أنه لو أي شخص بمثابة ذبيحة خطية أو تقلد السلطة نيابةً عن الله ويفدي كل البشرية، هو ابن الله الوحيد. هناك البعض يؤمنون أنه طالما أن الوحيد الذي يجيء هو ذكر، يمكن اعتباره ابن الله الوحيد وممثله، وهناك حتى أولئك الذين يقولون إن يسوع هو ابن يهوه، وابنه الوحيد. أليست هذه بجدية فكرة مبالغ فيها لدى الإنسان؟ لو لم تتم مرحلة العمل هذه في العصر الأخير، لاستُترت البشرية جمعاء تحت الظل المظلم عندما يتعلق الأمر بالله. لو كان هذا هو الحال، كان سيعتقد الرجل أنه أعلى من المرأة، ولما استطاعت النساء أبدًا رفع رؤوسهن، ولن تستطيع امرأة واحدة أن تخلُص. يؤمن الناس دائمًا أن الله ذكر، وأنه احتقر المرأة دائمًا ولم يمنحها خلاصها. إن كان هذا هو الحال، ألن يكون للنساء اللاتي خلقهنّ يهوه وفسدنّ أيضًا، فرصة أبدًا في الخلاص؟ ألن يكون إذًا خلق يهوه للمرأة، أي خلقه لحواء، بلا هدف؟ وألن تفنى النساء للأبد؟ لهذا السبب، تتم هذه المرحلة من العمل في الأيام الأخيرة بهدف خلاص كل البشرية، وليس فقط المرأة، بل البشرية كلها. هذا العمل يتم من أجل البشرية كافة وليس فقط من أجل المرأة. لو أن أي شخص يفكر فيما هو خلاف ذلك، فهو أكثر حماقةً!
إن العمل الذي يتم في الوقت الحاضر قد دفع عمل عصر النعمة للأمام؛ أي أن العمل بموجب خطة التدبير الكلية ذات الستة آلاف عام قد مضى قدمًا. على الرغم من أن عصر النعمة قد انتهى، إلا أن عمل الله قد حقق تقدمًا. لماذا أقول مرارًا وتكرارًا إن هذه المرحلة من العمل تُبْنى على عصر النعمة وعصر الناموس؟ هذا يعني أن عمل اليوم هو استمرارية للعمل الذي تم في عصر النعمة وهو تقدم عن العمل الذي تم في عصر الناموس. الثلاث مراحل متداخلة بصورة لصيقة وكل واحدة منها مرتبطة في سلسلة مربوطة بإحكام بالمرحلة التي تليها. لماذا أقول أيضًا إن هذه المرحلة من العمل تُبْنى على المرحلة التي قام بها يسوع؟ بافتراض أن هذه المرحلة من العمل ليست مبنية على العمل الذي قام به يسوع، لكان من الواجب عليه أن يصُلَب ثانيةً في هذه المرحلة، ولكان عمل فداء المرحلة السابقة تم مرة أخرى. سيكون هذا بلا مغزى. لذلك الأمر ليس أن العمل قد اكتمل بالتمام، بل العصر قد مضى قدمًا وسما مستوى العمل لدرجة أعلى من قبل. يمكن أن يُقال إن هذه المرحلة من العمل مبنية على أساس عصر الناموس وصخرة عمل يسوع. يُبنى العمل مرحلةً بمرحلة، وهذه المرحلة ليست بداية جديدة. فقط الجمع بين مراحل العمل الثلاث يمكن اعتباره خطة التدبير ذات الستة آلاف عام. العمل في هذه المرحلة يتم على أساس عمل عصر النعمة. لو لم تكن هاتان المرحلتان مرتبطتين، فلماذا لا يتم تكرار الصلب في هذه المرحلة؟ لماذا لا أحمل خطايا الإنسان؟ لم آتِ من خلال الحَبَل من الروح القدس، ولا أحمل خطايا الإنسان من خلال الصلب؛ بل، أنا هنا أوبخ الإنسان مباشرةً. لو لم يكن توبيخي للإنسان ومجيئي الذي ليس من خلال الحَبَل من الروح القدس لم يتبع الصليب، لما كنت مؤهلاً لتوبيخ الإنسان. لأني بالتحديد واحد مع يسوع فإني آتِ لأوبخ الإنسان وأدينه مباشرةً. العمل في هذه المرحلة مبني بالكامل على العمل في المرحلة السابقة. لهذا السبب فإن عملاً من هذا النوع فقط هو الذي يمكنه أن يجلب الإنسان إلى الخلاص، خطوة بخطوة. يسوع وأنا أتينا من روح واحد. حتى لو كنا غير مرتبطين في جسدينا، إلا أن روحنا واحد؛ على الرغم من أن محتوى ما نفعله والعمل الذي نقوم به مختلف، إلا أننا متشابهان في الجوهر؛ جسدانا يتخذان أشكالاً مختلفة، ولكن هذا بسبب التغير في العصر ومتطلبات عملنا المتنوعة؛ خدمتنا غير متشابهة، ولذلك العمل الذي نقوم به والشخصية التي نكشفها للإنسان أيضًا مختلفة. لهذا ما يراه الإنسان ويفهمه هذا اليوم ليس مثل الماضي؛ هذا بسبب تغير العصر. لهذا هما مختلفان في جنس وشكل جسديهما، ولم يولدا من نفس العائلة، ولا في نفس الحقبة الزمنية، ومع ذلك روحهما واحد. لأن ما يتشترك فيه جسداهما ليس الدم أو صلة قرابة من أي نوع، ولا يمكن إنكار أن تجسد الله كان في حقبتين زمنيتين مختلفتين. كونهما جسمي تجسد الله، فهذه حقيقة لا يمكن دحضها، على الرغم من أنهما ليسا من نفس الدم ولا يشتركان في لغة بشرية واحدة (الأول ذكر يتحدث بلغة اليهود والأخرى أنثى تتحدث فقط الصينية). لهذه الأسباب عاشا في بلدين مختلفين للقيام بالعمل الواجب عليهما القيام به، وفي فترات زمنية مختلفة أيضًا. على الرغم من أنه لهما نفس الروح، والجوهر، لا توجد أوجه شبه مطلقًا بين المظهرين الخارجيين لجسديهما. كل ما يشتركان فيه هو نفس الطبيعة البشرية، لكن بالنسبة للمظهر الخارجي وظروف ولادتهما، مختلفان. هذه الأمور ليس لها تأثير على عملهما أو المعرفة التي يحصل عليها الإنسان بشأنهما، لأنهما في التحليل النهائي، لهما نفس الروح ولا يمكن لأحد أن يفصلهما. على الرغم من أن لا صلة دم تربطهما، إلا أن كيانيهما مسؤولان عن روحهما، وهو الذي يخصص لهما عملاً مختلفًا في حقب زمنية مختلفة، وجسداهما من سلالة مختلفة. بالمثل فإن روح يهوه ليس أب روح يسوع، وروح يسوع ليس ابن روح يهوه: هما واحد ونفس الروح. بالضبط مثل الله المتجسد اليوم ويسوع. على الرغم من أنه لا تربطهما صلة دم، إلا أنهما واحد؛ هذا لأن روحيهما واحد. يمكن لله أن يقوم بعمل الرحمة واللطف، وأيضًا عمل الدينونة البارة وتوبيخ الإنسان، وأيضًا إنزال اللعنات على الإنسان؛ وفي النهاية، يمكنه أن يقوم بعمل تدمير العالم وعقاب الأشرار. ألا يفعل كل هذا بنفسه؟ أليست هذه هي كلية قدرة الله؟ كان قادرًا على سن التشريعات للإنسان وإصدار الوصايا له، وكان قادرًا أيضًا على قيادة بني إسرائيل الأوائل ليعيشوا حياتهم على الأرض وإرشادهم لبناء الهيكل والمذابح، وإبقائهم جميعًا تحت سيادته. عاش على الأرض مع شعب إسرائيل لمدة ألفي عام معتمدًا على سلطانه. لم يتجرأ بنو إسرائيل على عصيانه؛ وجميعهم بجَّلوا يهوه وحفظوا وصاياه. كان هذا هو العمل الذي تم بناءً على سلطانه وكلية قدرته. ثم، في عصر النعمة، جاء يسوع ليفدي كل البشرية الساقطة (وليس بني إسرائيل فقط). أظهر رحمته ولطفه للإنسان. يسوع الذي رآه الإنسان في عصر النعمة كان مليئًا باللطف وكان دائمًا مُحبًّا للإنسان، لأنه قد أتى لخلاص البشرية من الخطية. كان قادرًا على غفران خطايا الإنسان حتى فدى صليبه كل البشرية من الخطية بالتمام. أثناء هذه الفترة، ظهر الله أمام الإنسان بالرحمة واللطف؛ أي أنه صار ذبيحة خطية من أجل الإنسان وصُلب عن خطاياه لكي يصير مغفورًا له للأبد. كان رحيمًا وعطوفًا ومُحتمِلاً ومُحِبًّا. وكل من تبعوا يسوع في عصر النعمة كذلك سعوا لكي يكونوا محتمِلين ومُحبِّين في كل الأمور. كانوا طويلي الأناة ولم يردوا الإساءة أبدًا حتى عندما يُضربون أو يُشتمون أو يُرجمون. ولكن أثناء المرحلة الأخيرة لم يعد الأمر كذلك. بالمثل، مع أن روحيهما واحد، إلا أن عمل يسوع ويهوه لم يكونا متطابقين تمامًا. لم يكن عمل يهوه هو إنهاء العصر بل توجيهه، وتوجيه حياة البشرية على الأرض. غير أن العمل الموجود الآن هو إخضاع أولئك الموجودين في الشعوب الأممية الذين فسدوا بعمق، وقيادة ليس فقط عائلة الصين، بل العالم بأسره. قد يتضح لك أن هذا العمل يتم في الصين فقط، لكنه في الواقع قد بدأ بالفعل في التوسع للخارج. لماذا يسعى الأجانب، مرارًا وتكرارًا وراء الطريق الصحيح؟ هذا لأن الروح قد صار بالفعل جاهزًا للعمل، والكلمات التي تُقال الآن موجهة لأولئك للناس عبر الكون. وبهذا فإن نصف العمل جاري بالفعل إتمامه. منذ خليقة العالم إلى الوقت الحاضر، قد قام روح الله بتشغيل هذا العمل العظيم، وقام بعمل مختلف في عصور وشعوب مختلفة. يرى شعب كل عصر شخصية مختلفة له، والتي تنكشف بصورة طبيعية من خلال العمل المختلف الذي يقوم به. إنه هو الله، المليء بالرحمة واللطف؛ هو ذبيحة الخطية من أجل الإنسان وهو راعي الإنسان، لكنه هو أيضًا دينونة الإنسان وتوبيخه ولعنته. يمكنه أن يقود الإنسان ليحيا على الأرض لألفي عام، ويمكنه أيضًا أن يفدي البشرية الفاسدة من الخطية. اليوم، هو أيضًا قادر على إخضاع البشرية، التي لا تعرفه، وإخضاعها تحت سيادته، لكي يخضع له الكل بالتمام. في النهاية سيَسحق كل ما هو نجس وآثم داخل الإنسان عبر الكون، ليظهر للإنسان أنه ليس فقط إلهًا رحيمًا ومحبًّا، وليس فقط إله الحكمة والعجائب، وليس فقط إلهًا قدوسًا، بل هو أيضًا الإله الذي يدين الإنسان. بالنسبة للأشرار الذين يعيشون بين البشر، هو دينونة وعقاب ونار؛ بالنسبة للذين سيُكمَّلون، هو ضيقة وتنقية وتجربة وأيضًا تعزية وسند وإمداد بالكلمات والمعاملة والتهذيب. وبالنسبة لأولئك الذين سيُبادون، هو عقاب وأيضًا انتقام. أخبروني، أليس الله قديرًا؟ إنه قادر على القيام بأي وكل عمل، ليس فقط الصلب كما تتخيل. أنت تفكر في الله باحتقار شديد! هل تؤمن أن كل ما يستطيع فعله هو فداء البشرية جمعاء من خلال صلبه وكفى؟ وبعد ذلك ستتبعه حتى السماء لتأكل من ثمر شجرة الحياة وتشرب من نهر الحياة؟ ... هل يمكن أن يكون الأمر بهذه البساطة؟ أخبرني، ما الذي قد حققته؟ هل لديك حياة يسوع؟ في الواقع قد فداك، ولكن الصلب كان عمل يسوع نفسه. ما الواجب الذي أديته كإنسان؟ لديك فقط تقوى خارجية لكنك لا تفهم طريقه. هل هذه هي الطريقة التي تُظهره بها؟ لو لم تحصل على حياة الله أو ترى كلية شخصيته البارة، فلا يمكنك أن تدعي أنك تملك حياته، وأنت لست مستحقًّا أن تمر عبر بوابة ملكوت السماء.
الله ليس روحًا فقط، بل يمكنه أيضًا أن يصير جسدًا أيضًا. بالإضافة إلى أنه جسد مُمَجَد. على الرغم من أنكم لم تروا يسوع، إلا أن بني إسرائيل رأوه، أي اليهود آنذاك. كان أول جسم متجسد، وبعدما صُلب، صار جسدًا مُمَجَدًا. هو روح شامل ويمكنه القيام بالعمل في كل مكان. يمكنه أن يكون يهوه أو يسوع أو المسيا؛ في النهاية يمكنه أيضًا أن يصير الله القدير. هو البر والدينونة والتوبيخ؛ هو اللعنة والغضب؛ لكنه هو أيضًا الرحمة واللطف. كل العمل الذي قام به قادر على تمثيله. ما هو أسلوب الله في رأيك؟ لن تقدر على الشرح. كل ما يمكنك أن تقوله: "لا أستطيع شرح أسلوب الله." لا تستنتج أن الله هو إله الرحمة واللطف للأبد، لأنه قام بعمل الفداء في مرحلة واحدة. هل يمكنك أن تكون متيقنًا أنه فقط إله رحيم ومحب؟ إن كان إلهًا محبًّا ورحيمًا، لماذا سينهي العصر في الأيام الأخيرة؟ لماذا سيُنزل العديد من الكوارث؟ إن كان، كما تظن، إلهًا رحيمًا ومحبًّا تجاه الإنسان حتى النهاية، حتى في المرحلة الأخيرة، فلماذا سينزل الكوارث من السماوات؟ إن كان يحب الإنسان كنفسه وكابنه الوحيد، فلماذا سيرسل ضربات وبردًا من السماوات؟ لماذا يسمح للإنسان بالمعاناة من المجاعة والوباء؟ لماذا يسمح للإنسان بالمعاناة من هذه الكوارث؟ فيما يتعلق بأسلوب الله، لا أحد من بينكم يجرؤ على القول ولا أحد يستطيع الشرح. هل يمكنك أن تكون متيقنًا أنه الروح؟ هل تجرؤ أن تقول إنه ليس إلا جسد يسوع؟ هل تجرؤ أن تقول إنه إله سيُصلب للأبد من أجل الإنسان؟
من "الكلمة يظهر في الجسد"
المصدر مأخوذ من : كنيسة الله القدير
المصدر مأخوذ من : كنيسة الله القدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق