البرق الشرقي | كنيسة الله القدير | لماذا يقال أن البشرية الفاسدة هي في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا؟
(فِقرة مُختارة من كلمة الله)
البشرية الفاسدة في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا
صار الله جسدًا لأن الهدف من عمله ليس روح الشيطان، أو أي شيء غير مادي، بل الإنسان، المخلوق من جسد قد أفسده الشيطان. ولأن جسد الإنسان قد فسد، جعل الله الإنسان الجسدي هدف عمله؛ وإضافة إلى ذلك، لأن الإنسان هو مَنْ استهدفه الفساد، فقد جعل الله الإنسان الهدف الوحيد من عمله على امتداد جميع مراحل عمله الخلاصي. الإنسان كائن فانٍ من جسد ودم، والله هو الوحيد الذي يستطيع أن يخلّصه. بهذه الطريقة، يجب على الله أن يصير جسدًا يحمل نفس سمات الإنسان لكي يقوم بعمله، حتى يحقق عمله أفضل النتائج. يجب أن يصير الله جسدًا ليقوم بعمله بالتحديد لأن الإنسان مخلوق من جسد، وعاجز عن التغلب على الخطية والتجرد من الجسد. ومع أن جوهر الله المتجسد وهويته يختلفان اختلافًا كبيرًا عن جوهر الإنسان وهويته، إلا أن مظهره مطابق لمظهر الإنسان، وله مظهر الشخص العادي، ويحيا حياة الشخص العادي، ومن يرونه لا يميزون أي فرق بينه وبين الشخص العادي. هذا المظهر العادي وهذه الإنسانية العادية يكفيانه للقيام بعمله الإلهي في البشرية العادية؛ إذ يسمح له جسده بالقيام بعمله في بشرية عادية، ويساعده على القيام بعمله بين البشر، وتساعده طبيعته البشرية أيضًا على تنفيذ عمل الخلاص بين البشر. مع أن طبيعته البشرية تسببت في الكثير من الاضطراب بين البشر، إلا أن هذا الاضطراب لم يؤثر على التأثيرات العادية لعمله. باختصار، عمل جسده الطبيعي ذو منفعة عظمى للإنسان. ومع أن معظم الناس لا يقبلون طبيعته البشرية، إلا أن عمله لا يزال مؤثرًا، وتتحقق هذه التأثيرات بفضل طبيعته البشرية. فلا شك في هذا. من خلال عمله في الجسد، حصل الإنسان على عشرة أضعاف أو عشرات أضعاف الأمور فوق ما هو موجود في تصورات الإنسان عن طبيعته البشرية، وجاء عمله ليقضي على كل هذه التصورات نهائيًا. وقد تجاوز التأثير الذي حققه عمله، أي معرفة الإنسان عنه، تصورات الإنسان بمراحل. لا توجد وسيلة لتخيل أو قياس العمل الذي قام به في الجسد، لأن جسده لا يشبه جسد أي إنسان جسداني؛ ومع أن مظهره الخارجي مطابق، إلا أن جوهره ليس كذلك. يثير جسده العديد من التصورات بين البشر عن الله، ولكن جسده يمكن أيضًا أن يسمح للإنسان باكتساب الكثير من المعرفة، ويمكنه أيضًا أن يُخضع أي إنسان يملك مظهرًا خارجيًّا مشابهًا. لأنه ليس مجرد إنسان، بل هو الله بمظهر إنسان خارجي، ولا يمكن لأحد أن يدركه أو يفهمه فهمًا كاملاً. الله غير المرئي وغير الملموس يحبه الجميع ويرحبون به. إن كان الله ليس إلا روحًا غير مرئي للإنسان، لكان من السهل على الإنسان جدًّا أن يؤمن بالله. يمكن للإنسان أن يطلق العنان لخياله، ويختار الصورة التي يود أن يرى الله عليها ليرضي نفسه ويُشعِر نفسه بالسعادة. بهذه الطريقة، يمكن للإنسان أن يفعل الشيء الأكثر إرضاءً لإلهه الخاص الذي تصوره، والشيء الذي يود هذا الإله بالأكثر فعله، بلا أي تردد. إضافةً إلى ذلك، يؤمن الإنسان أن لا أحد أكثر ولاءً وتكريسًا منه لله، وأن الآخرين ما هم إلى كلاب أمم غير مُخلصة لله. يُمكن أن يُقال إن هذا هو ما يسعى نحوه أولئك الذين إيمانهم بالله مبهم ومبني على عقيدة؛ كل ما يسعون نحوه هو نفس الشيء، مع قليل من التنوع. فالصور الموجودة في مخيلاتهم لله مختلفة فحسب، ولكن جوهرها فعليًّا نفس الشيء.